تشهد دورة هذا العام من مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي تدفقا للمواهب السينمائية فى العالم العربي ، بدءا من يوم الافتتاح الذى يشهد العرض العالمى الأول للفيلم الغنى بالنجوم والمواهب "الذهب الأسود"، ليستمر الأمر على هذه الحال خلال المهرجان الذى سيقام على مدار خمسة أيام . وسيحظى متابعو الأفلام العربية وعشاق السينما بفرصة لمشاهدة العديد من الفئات والموضوعات والأفكار التي تتضمنها الأفلام من جميع أنحاء المنطقة.
ويدعو المهرجان جميع المتابعين والحاضرين للتعرف على الجيل الجديد من المواهب المتميزة التى تتقدم بخطى واثقة فى عالم السينما العربية.
وتقول هانيا مروة رئيسة قسم البرمجة العربية فى مؤسسة الدوحة للأفلام "تتميز أفلام المنطقة المعروضة في مهرجان هذا العام، بتقديم المواضيع المتنوعة، والمواهب السينمائية، والقصص الهامة، والقيمة الإنتاجية، لتوازي بذلك الأفلام العالمية المشاركة".
كما شهد قطاع السينما تطورا بارزا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتضح مستوى نضج الرؤية الذى وصلت إليه السينما فى المنطقة من خلال الأفكار التى تقدمها باقة الأفلام المختارة، والتى نفخر بعرضها أمام الجمهور.
وينصح هواة أفلام الألغاز والغموض بمشاهدة فيلم "إنسان شريف" للمخرج جان كلود قدسى، ويحكي الفيلم قصة إبراهيم الذى يحظى بفرصة للالتقاء بامرأة عرفها منذ 20 عاما، ويرتكب بسببها جريمة، وعليه الآن أن يعود إلى دياره ليواجه ماضيه المظلم.
وفى نفس الإطار، تجرى أحداث فيلم "عمر قتلنى" للمخرج رشدي زيم، والذي يقدم دراما تدور فى قاعة المحكمة، ويحكي الفيلم عن الظلم الاجتماعى والفشل فى تحقيق العدالة، حيث يتتبع تحقيقات حول حدائقى يتهم عن طريق الخطا بقتل ربة عمله الوريثة الثرية.
كما يلف الغموض فيلم "المواطن مصري" (1991) للمخرج صلاح أبوسيف، حيث يقوم عمدة إقطاعي بالعمل على استعادة أراضيه من خلال حكم محكمة، وعندما يستدعى ابنه الفاسد إلى الخدمة العسكرية، يطلب من حارسه أن يرسل ابنه (مصري) ليخدم بدلا عن ابنه مقابل قطعة أرض. ولكن (مصري) يموت في الحرب بعد الإعتراف بكل شيء، فيحاول العمدة والحارس السيطرة على هذا الموقف.
وفي فيلم أقل تعقيدا، تتحفنا المخرجة نادين لبكي بفيلم "وهلأ لوين؟" الذي يسير على خطى النجاح الباهر الذي حققه فيلمها السابق "سكر بنات". ويقدم الفيلم الكوميدي الموسيقي قصة عن شبح النزاع الطائفي الذى يلوح في قرية في الريف اللبناني، لتجتمع نسوة من انتماءات مختلفة ويلجأن إلى خطط خلاقة وطريفة أحيانا لإنقاذ مجتمعهن من الاستسلام للعنف.
وسيحظى الفيلم بإعجاب الحضور والمشاهدين الباحثين عن الأمل ورسالة مليئة بالود، ويصل الفيلم إلى الدوحة بعد مشاركته مؤخرا فى مهرجان تورونتو السينمائى، حيث حاز على جائزة الجمهور.
وبالنسبة لفيلم "قداش اتحبني" للمخرجة فاطمة الزهراء زعموم هو فيلم آخر سيمنح جمهوره جرعة عاطفية إيجابية، ويقدم قصة مؤثرة ومؤلمة عن الطفولة والحب فى الجزائر المعاصرة، حيث يتم ارسال عادل، بعدما تشاجر والداه ، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع لدى جديه ، ولكن فترة الإقامة تمتد ، ليشعر عادل بعد فترة أنه يعيش هناك منذ زمن ، ويحاول الجدان التقرب منه وإشراكه في حياتهما اليومية .
أما فيلم "أغاني مندران" للمخرج رباح عامر زايمتشي، فيحكى قصة عن رفاق البطل الشعبى الشهير لويس ماندران، الذى عاش فى القرن الثامن عشر، ويجازف رفاق مندران بعد إعدامه بالقيام بحملة تهريب في القرى الفرنسية. ويقومون بإنشاء أسواق غير شرعية خارج المناطق الريفية، تحت حماية رفاق مدججين بالسلاح، حيث يبيعون التبغ والأقمشة والبضائع القيمة.
كما يعرض المهرجان قصصا صادمة عن معاناة الأفراد تحت الضغط الاجتماعي في أفلام من العراق ومصر، حيث يقدم المخرج هلكوت مصطفى فى فيلم "قلب أحمر"، قصة مؤثرة عن شيرين البالغة من العمر 19 عاما، والتى تكتشف أن والدها يخطط للإتجار بها مقابل زواجه من امرأة أخرى، وبما أنها لم تتقبل الواقع، تهرب إلى المدينة مع حبيبها السري.
ويعرض المهرجان أيضا، فيلم "الشوق" للمخرج خالد الحجر، والذي حاز على جائزة الهرم الذهبى - أفضل فيلم فى مهرجان القاهرةالسينمائي لعام2010. يلقي هذا الفيلم نظرة على حياة الفقراء فى العشوائيات في مرحلة ما قبل الثورة، وتركزالحكاية على أم شوق، المرأة التي يقودها الشعور بالعار والضعف إلى التأثيرفى عائلتها والحى الذى تعيش فيه.
وفي إطلالة سينمائية على الربيع العربي، يقدم فيلم "نورمال" للمخرج مرزاق علواش، قصة عن مخرج يقوم بجمع الممثلين ليعرض عليهم الفيلم الوثائقى غير المكتمل الذى قام بصناعته قبل عامين ، ويتحدث عن خيبة أمل الشباب الراغبين في التعبيرعن أفكارهم وارائهم في الجزائر.