أوضح الخبير الأمني- اللواء سامح سيف اليزل، أن مصر تتفاوض من أجل معتقليها المتهمين بقضايا أمنية وعسكرية فقط وليس جنائية، وأنهم يقدرون بنحو 25 سجينًا.
وقبل أيام، أشارت تقارير إعلامية إلى أن صفقة التبادل مع مصر ستتضمن الإفراج عن 81 سجينًا، هم كل السجناء المصريين في السجون الإسرائيلية. لكن الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل، قال إن الصفقة لن تتضمن الإفراج عن أكثر من 25 سجينًا مصريًا، إضافة لثلاثة أطفال قبض عليهم في الرابع عشر من يوليو الماضي، بتهمة التسلل غير الشرعي لبيع سجائر داخل الحدود الإسرائيلية، وحكمت محكمة بئر سبع ببراءتهم، لكن النيابة الإسرائيلية قامت بنقض الحكم.
وقال اليزل، في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم" على تلفزيون الحياة: "المفاوضات جارية حول سجناء اعتقلوا لأسباب أمنية أو عسكرية"، نافيًا أن تكون مصر قد تخلت عن بقية أبنائها في إسرائيل، وتابع: "بقية السجناء متهمون بقضايا تهريب مخدرات أو جرائم قتل أو جرائم شخصية تتعلق بزواج المصريين من إسرائيليات، والإفراج عنهم سيشجع غيرهم على السير على خطاهم".
وفي نفس السياق، فإن إسرائيل تأمل في أن تتضمن صفقة التبادل الإفراج عن جاسوسها الآخر، عوديه ترابين، المحكوم عليه بالسجن ل15 عامًا في مصر، منذ عشرة أعوام، لكن مصادر أمنية مصرية نفت أن يكون "ترابين" ضمن صفقة التبادل الوشيكة.
يذكر أن جرابيل (27 عاما)، وهو يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية، اعتقل في القاهرة في الثاني عشر من يونيو الماضي، ووجهت له اتهامات تتعلق بالتجسس وتجنيد عملاء، والعمل على الوقيعة بين الشعب والجيش، وإثارة الفتنة والاضطرابات في مصر، كما أضيفت له لاحقًا تهمة التحريض على حرق أقسام الشرطة أثناء الثورة، هو ما نفاه جرابيل وإسرائيل.
وهاجر جرابيل إلى إسرائيل عام 2005 قادمًا من نيويورك، وخدم بجيش الدفاع الإسرائيلي أثناء الحرب على لبنان عام 2006.
هذا وتقول جريدة "هآرتس" الإسرائيلية، إن إسرائيل ترفض الإفراج عن كل السجناء المصريين لديها للمساومة بهم من أجل الإفراج عن الجاسوس ترابين.
ويرى مراقبون أن مصر ستفرج عن جرابيل ب"ثمن بخس"، في إشارة لعملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، التي شملت الإفراج عن الأسير الإسرائيلي "جلعاد شاليط" مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا. لكن اليزل توقع أن تضمن الصفقة المصرية بعض البنود السرية الخاصة ببعض المطالب المصرية العسكرية والأمنية، رافضًا الإفصاح عن فحواها.
وعلى الرغم من نفي وزير الدفاع الأميركي- ليون بانيتا، قيامه بأي مفاوضات مباشرة مع المسؤولين المصريين بشأن الإفراج عن جرابيل، خلال زيارته للقاهرة أوائل الشهر الحالي. في حين أفادت تقارير صحافية بأن هناك ضغوطًا أميركية على مصر للإفراج عن جرابيل، قال اليزل: "المفاوضات الجارية بشأن جرابيل ثلاثية الأطراف، مصرية إسرائيلية أميركية، لكن لا توجد أي ضغوط من أي نوع على مصر للإفراج عن الجاسوس"، وتوقع أن تتم الصفقة قبل عيد الأضحى المبارك، الذي يحل بعد أسبوعين.