افتتح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد عبدالفضيل القوصى وزير الأوقاف، والدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية، اليوم السبت، الموسم الثقافى الأول لمشيخة الأزهر، بندوة حول (التجديد فى الفقه الإسلامى) للشيخ عبدالله بن بية وزير الأوقاف المغربى الأسبق ومدير مركز الترشيد والتجويد بلندن. وأكد المشاركون فى الندوة حاجة الأمة الإسلامية إلى التجديد العلمى الذى يتفق وأصول الشريعة الإسلامية من قرآن وسنة مع مواكبة المتغيرات فى مختلف مجالات الحياة.
وأشاد الشيخ عبدالله بن بية - فى محاضرته - بدور مصر ومكانتها واعتبرها تمثل قلب العالم الإسلامى وتحتل الريادة فى الدول العربية لدورها فى خدمة قضايا أمتها العربية والإسلامية، وأن هذا الدور جعلها تواجه تحديات كبيرة وتتعامل مع مختلف القضايا من الشرق والغرب بما يمكنها من تجديد الفكر الإسلامى من خلال ريادة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطى والمستنير.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية تواجه منذ سنوات عديدة، العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأن فكر التجديد الإسلامى المستنير هو قادر على التعامل مع هذه التحديات والحد من آثارها السلبية على الدول الإسلامية.
واستعرض الشيخ بن بية أصول ومفهوم التجديد من منطلق إسلامى والذى يعتمد على أصول الشريعة الإسلامية ومقاصدها مع ضبط العقل فى التعامل مع المستحدثات التى يواجهها المجتمع فى مختلف المجالات.
وأوضح أن المجتمعات الإسلامية تواجه حاليا متغيرات لم تكن قد واجهتها من قبل ومنها الطبية كتغيير الجنس وقضية موت جذع المخ، وقضايا علمية تتعلق بغزو الفضاء، واجتماعية كالمطالبة بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل وتولى المرأة المناصب القيادية، وأخرى سياسية كتحقيق السيادة من قبل الحاكم أو توزيعها بين المؤسسات المختلفة.
وأكد أن فكر الاجتهاد العلمى يستطيع أن يتعامل مع هذه المتغيرات بشكل علمى وإسلامى لا يضر بأصول الدين ويراعى المتغيرات العلمية والثقافية. ومن جانبه، أشار الدكتور حسن الشافعى مستشار شيخ الأزهر إلى جهود الأزهر الشريف لإعادة الفكر الأزهرى الوسطى المعتدل إلى قلب الساحة الإسلامية والعربية وإحياء المواسم الثقافية للأزهر باستضافة كبار علماء الأمة الإسلامية لمناقشة علماء الأزهر والأوقاف حول كل القضايا التى تهم العالم الإسلامى، مؤكدا أن الأزهر مستمر فى تنفيذ برنامجه الثقافى بنشر الفكر الإسلامى المعتدل فى مصر والعالم.