تعج شوارع العاصمة المغربية الرباط هذه الأيام بممثلين وراقصين وفناني أكروبات يمتعون المارة بعد ان تحولت الساحات والطرق في المدينة الى مسارح مكشوفة. وكل هذه العروض تأتي في إطار الدورة الثانية لمهرجان فرجة الذي تنظمه السفارة الفرنسية في الرباط... ويجذب المهرجان عارضين من أنحاء العالم وان كان معظم الممثلين جاءوا هذا العام من فرنسا وبلجيكا.
وقال الممثل البلجيكي جان فرانسوا جوبل لتلفزيون رويترز "في الأصل كان المسرح ينظم في الخارج وفي الهواء الطلق... ولم يتم نقل العروض الى داخل القاعات إلا فيما بعد لأسباب مختلفة... أعتقد ان الشيء المهم في نظري هو ان نقول للناس الذين يوجدون في الشارع انه من حق الجميع ان يصل الى الثقافة.. أي ثقافة.. بما فيها ثقافة المسرح وإذا شجعهم هذا على الذهاب الى المسرح في القاعات فهذا شيء جميل.. أهم شيء في نظري هو أن يمنح المسرح الانسان الشعور بالانبهار".
وأضاف الفنان الفرنسي بيير بليسيي الذي كان يرتدي في عرضه زيا عبارة عن نصف كرة من الأسفل جعله يتأرجح ذات اليمين وذات اليسار مما شجع الجمهور أكثر على التفاعل معه "منذ 14 سنة ونحن نقدم هذا العرض... والى اليوم هناك ردود فعل مختلفة من طرف الجمهور... الناس يتجاوبون معنا بطريقة لم نرها من قبل... نحن نعتمد على الارتجال لكن حسب ردود فعل الشارع وفي كل مرة هناك أشياء جديدة وهذا هو الممتع في هذا العرض لو كان عرضنا يعتمد على نص مكتوب لأصابنا الملل... لا أعتقد ان الممثلين يتمتعون بفنهم عندما يعيدون نفس العمل كل مرة. لابد للأمور ان تتطور وان تتغير".
وغلبت الأجواء الاحتفالية على شوارع الرباط بفضل المهرجان مع وجود فنانيين وممثلي كوميديا ولاعبي أكروبات في الشوارع وسط الجمهور... وتشارك فرقة مغربية أيضا هي ترمينوس بعرض مسرحي حول القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المغاربة في المهرجان.
وقال المخرج المسرحي في فرقة ترمينوس عماد فجاج "نحن نقدم حالة من حالات المجتمع المغربي التي كثيرا ما نعيشها ونسمع عنها وهي انه تم طرد جارك من بيته وليس لديه مأوى.... هذا ما نجسد في مسرحيتنا لدينا مقطع في هذه المسرحية وهو المقطع الوحيد الذي نتكلم فيه باللغة الدارجة.. لماذا؟ لأننا في هذه المسرحية اخترعنا لغة خاصة حتى يفهم الفاهم كما يقول المغاربة."
وأوائل العام الجاري خرج الاف المحتجين المغاربة الى الشوارع في أنحاء البلاد للمطالبة بمزيد من الحرية الديمقراطية والوظائف وبتحسين ظروفهم المعيشية... ونقل الفنانون المشاركون في المهرجان عروضهم الى مدن مغربية أخرى بينها تطوان والقنيطرة قبل اختتام المهرجان يوم 14 أكتوبر.