توالى انسحاب مكتبة الإسكندرية بعد هيئة الكتاب من الإشراف على الفعاليات الثقافية لمعرض الإسكندرية للكتاب وتكنولوجيا المعلومات، الذي انطلق يوم 3 أكتوبر، على خلفية إقحام الشركة المنظمة للمعرض لاستضافة قيادات سلفية ضمن البرنامج الثقافي، على غير المتفق عليه مع الهيئة والمكتبة. وقال أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب: إن اتحاد الناشرين المصريين مع إدارة شركة معرض الإسكندرية الدولي هما الجهتان المنظمتان للمعرض في دورته الحالية، مشيرا إلى أنه أسند لهيئة الكتاب ومكتبة الإسكندرية إعداد برنامج ثقافي مصاحب لمعرض الكتب، وقد قامت الجهتان بإعداد برنامج ثقافي مشترك يناسب اسم هاتين المؤسستين العريقتين ويستضيف كبار المفكرين والمثقفين في مصر.
وأضاف، "فوجئنا أن البرنامج لم يتم توزيعه خلال حفل الافتتاح كما هو متفق عليه ولم نر أيا من نسخه، كما فوجئنا بإقحام استضافة عدد من القيادات السلفية والشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين ضمن البرنامج الثقافي، وهذا لم يكن متفقا عليه من قبل مع منظمي المعرض".
وتابع، "كما فوجئنا بأن قاعات استضافة الشخصيات البارزة بالبرنامج الثقافي والجمهور غير مجهزة بالمرة، لافتا إلى أنه تم استضافة الإعلامي البارز حافظ المرازي دون أي تجهيزات من جانب الشركة المنظمة، فقامت هيئة الكتاب بتجهيز القاعة على نحو يليق بالضيف والجمهور، هذا في الوقت الذي تم فيه استضافة أحد الشخصيات السلفية في قاعة أخرى مجهزة".
وقال مجاهد: إنه أعطى أوامره بالانسحاب من المعرض والاعتذار لكافة الشخصيات التي كانت تعتزم الهيئة استضافتهم ضمن البرنامج الثقافي، مثل الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، وعمرو حمزاوي.
وأشار إلى أن خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، أشاد بموقف هيئة الكتاب وأعلن انسحاب مكتبة الإسكندرية خلال ندوة أقيمت أمس الأحد بالمعرض، لأن تنفيذ البرنامج بهذا الشكل لا يليق باسمي المؤسستين العريقتين ، موضحا أن الانسحاب من البرنامج الثقافي وليس من أجنحة العرض الخاصة بالهيئة والمتاحة للتعامل مع الجمهور .
من جانبه، قال محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين، إن هناك ثلاثة رعاة للمعرض هم اتحاد الناشرين وهو معني بتسكين الناشرين والحفاظ على حقوقهم، وهيئة الكتاب ومكتبة الإسكندرية وهما معنيان بالنشاط الثقافي.
واجتمع مجلس إدارة اتحاد الناشرين أمس الأحد، وعقب الاجتماع، قال محمد رشاد، إنه بالفعل حدث قصور من جانب الشركة المنظمة للمعرض، وهي شركة معرض الإسكندرية الدولي، وقد وجهنا لهم إنذارا للالتزام بتعهداتهم تجاه الناشرين .
وأضاف أن هيئة الكتاب ومكتبة الإسكندرية اعتبرا أن البرنامج الثقافي بما حدث فيه من تدخلات من جانب الشركة لن يحقق أهدافه ، وهو موقف نحترمه ونقدره منهما .
وتابع قائلا مشاركتنا في المعرض مستمرة حفاظا على حقوق الناشرين، لكننا ندرس اتخاذ موقف قانوني تجاه مخالفات الشركة المنظمة .
وقالت هيئة الكتاب، في بيان رسمي أمس الأحد، إنها انسحبت من النشاط الثقافي للمعرض نظرا لعدم التزام الجهة المنظمة بالبرنامج الثقافي الذي تم الاتفاق عليه مع الهيئة ، مشيرا إلى أن البرنامج الذي يتم تنفيذه لا يليق بهيئة الكتاب أن تضع اسمها عليه.
وأضافت أنها فوجئت بأن الشركة المنظمة لمعرض الإسكندرية للكتاب تقيم عدة ندوات غير موجودة بالبرنامج الذي وافقت عليه الهيئة ، كما أن مواعيدها متضاربة مع مواعيد النشاط الثقافي للهيئة ، إضافة إلى أن القاعة المخصصة للنشاط الثقافي غير مجهزة للندوات وبها مشاكل في الصوت والإضاءة، مما أدى إلى اتخاذ هذا القرار اعتراضا على ما يحدث .
وكانت مكتبة الإسكندرية قررت الامتناع عن المشاركة في النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الإسكندرية للكتاب وتكنولوجيا المعلومات بعد مرور أسبوع على افتتاحه.
وبهذا القرار فإن المدة المتبقية من المعرض الذي يختتم يوم الأحد المقبل، ستخلو من أي نشاط ثقافي بعدما قرر أحمد مجاهد انسحاب الهيئة من ذلك النشاط. ومعروف أن تنظيم النشاط المصاحب لهذا المعرض يقع على عاتق كل من مكتبة الإسكندرية والهيئة العامة للكتاب، وجاء انسحابهما احتجاجا على سوء تنظيم المعرض الذي تتولاه شركة خاصة تمتلك الأرض التي يقام عليها.
وذكر بيان لاتحاد الناشرين المصريين أن دوره في هذا المعرض يقتصر على دعوة أعضاء الاتحاد للمعرض ومتابعة النواحي التنظيمية والمهنية من مساحات أجنحة ودعاية وخلافه تنفيذا للاتفاق المبرم مع الشركة المنظمة، وذلك حفاظا على حقوق الناشرين، كما يرعى المعرض أيضا كل من الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومكتبة الإسكندرية واللذين يقتصر دورهما على إقامة الندوات الثقافية والبرنامج الفني المصاحب للمعرض.
وردا على ما نشرته صحف عدة من أن القائمين على المعرض قرروا دعوة حزب سلفي ليكون ضيف الشرف خلال تلك الدورة من المعرض، وأوضح بيان اتحاد الناشرين أن المعرض ليس له ضيف شرف معلن ولم تتم دعوة أي حزب أو جهة أخرى كضيف شرف للمعرض. وذكر البيان أن أرض المعرض التابعة للشركة المنظمة تضم العديد من قاعات غير مشغلة من خلال المعرض أو الرعاة قد ينظم بها أنشطة عدة تخص الشركة المالكة وليس لها علاقة بالمعرض.
وأضاف البيان أن هذا المعرض هو معرض مهني مقام بغرض إيجاد منافذ لتوصيل إصدارات الناشرين المصريين للقراء نتيجة لإلغاء إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب ( يناير 2011 )، ومعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب ( مارس 2011) وليست له أغراض سياسية أو حزبية مع احترامنا الكامل لكافة الأحزاب والتيارات السياسية.