أكد الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، أن موقفه حيال قصيدة النثر لم يتغير، وردا على سؤال عما إذا كان الوقت قد حان لمراجعة مواقفه وآرائه في قصيدة النثر، قال: "إنه في حالة مراجعة دائمة، غير أن إيمانه يزداد برأيه المعروف في قصيدة النثر". ومن جهة أخرى، قال حجازي: "إن على الدكتور جابر عصفور أن يعتذر للمثقفين عن قبوله منصب وزير الثقافة في حكومة أمر بتشكيلها الرئيس السابق حسني مبارك، فيما كانت عمليات قتل المتظاهرين تجري على أشدها".
وأضاف، "جابر عصفور ليس مجرد أستاذ في الجامعة، إنما هو كاتب ومثقف له دوره ونشاطه، وكان واضحا أن الحكومة التي انضم إليها هي حكومة النظام الذي كانت الثورة تطالب بإسقاطها".
حجازي يتوقع فوز أدونيس بنوبل
ومن جهة أخرى، قال حجازي: إنه لا يستبعد فوز أدونيس بجائزة نوبل للآداب، ليس لأنه الأجدر بالفوز، ولكن لأن الغرب لا يعرف الشعراء العرب الآخرين بسبب عدم ترجمة أعمالهم إلى لغات أوروبية، مضيفا، "إن ترجمة شعر أدونيس جعلت الغرب يعتقد أنه الشاعر العربي الوحيد".
وأشار إلى أن أدونيس اجتهد خلال أكثر من 35 سنة، منذ أن انتقل ليعيش في فرنسا وأوروبا عموما، في ترجمة أعماله وأشعاره إلى الفرنسية أولا ومنها إلى لغات أخرى، وركز جهوده في الترجمة عن طريق علاقات واسعة أنشأها مع الأجانب، سواء مباشرة أو بواسطة العرب الموجودين في أوروبا وأمريكا.
واستطرد حجازي قائلا: إن أدونيس شاعر بلا شك، لكن المشكلة تكمن في أنه يقدم نفسه، وهناك من يساعده في هذا، على أنه الشاعر العربي الوحيد، ومن هنا فأظن أن فرصته للفوز بالجوائز الأوروبية أو الأجنبية عامة، ومنها جائزة نوبل، هي فرصة قائمة باستمرار.
حجازي : الصحافة عطلت مسيرتي مع الشعر
أكد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي أن الصحافة بقدر عطلت مسيرته في الشعر، وتسببت في تأخر إصدار ديوانه الأخير "طلل الوقت" لفترة طويلة، إلا أنها أنقذته من البطالة والجوع ، بعد أن حالت السلطة السياسية دون عمله في مجال التدريس عقب تخرجه من معهد المعلمين.
وقال حجازي: إنه بعد أن عاد إلى مصر، بعد إقامة طويلة في فرنسا، أصبحت الكتابة الصحفية بالنسبة له ضرورية، وأشار إلى أنه في عام 1955، أي نفس السنة التي تخرج فيها من مدرسة المعلمين، نشرت أولى قصائده بمجلة الرسالة الجديدة الشهرية، وهو ما كان سبيلا لنشر قصائد أخرى في العام ذاته.
وأوضح حجازي أنه فى مستهل احترافه العمل الصحفى بمجلة روز اليوسف الأسبوعية، كان أكثر خصوبة فى كتابة الشعر، وأنه كان لا يكتب سوى عمود بالمجلة، إلى أن شغل فيها منصب رئيس القسم الثقافى، وقال إنه بعد رحيله إلى فرنسا- فى منتصف السبعينيات- عمل فى الجامعة، ولم يكن بحاجة للكتابة الصحفية، وبالتالي مضى فى إبداع الشعر إلى جانب عمله الأكاديمي، ليكمل ديوانه الرابع، ونظم فى باريس كل قصائد ديوان "أشجار الأسمنت". لكنه أوضح أنه بعد عودته النهائية من فرنسا، وجد أنه لا مناص من الكتابة الصحفية المنتظمة، بعد عمله فى صحيفة الأهرام.
الإنتاج الثقافي في مصر
وأكد حجازي ضرورة أن تعيد الدولة النظر في الأسس التي يقوم عليها الآن الإنتاج الثقافي المصري، موضحا أنه أولا لابد من إعادة النظر في دور الدولة في الإنتاج الثقافي المصري لتحدد ما الذي يجب أن تقوم به وما الذي يجب أن تتخلى عنه.
وأضاف أنه لابد كذلك من تحديد دور كل مؤسسة، مشيرا إلى أن هناك من يعتقد أن الدول الديمقراطية لا ينبغي أن تتدخل في الثقافة، لكن المسألة تكمن فيما يجب على الدولة أن تقوم به وما يجب أن تتركه للأفراد والمؤسسات الخاصة.
وأشار حجازي " إلى أنه عندما تنظر إلى النشر الحكومي تجد أنه فاسد فسادا كليا، ولا أجد كتابا خلا من أخطاء شنيعة فيما أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال العشرين أو حتى الثلاثين عاما الماضية" ، وأكد حجازي أن مصر هي التي أحيت اللغة العربية التي كانت قد ماتت فعلا في معظم البلاد العربية".
وأبدى حجازي عدم تفاؤله بإمكانية عقد دورة جديدة من ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي. و قال "إن الدورة الثالثة للملتقى كان يفترض أن تعقد في مارس الماضي، وأرجئت بسبب الثورة، على أن تعقد نهاية العام الحالي، مشيرا إلى أن لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة التي كانت تتولى تنظيم الملتقى مجمدة حاليا في انتظار تشكيل جديد لها".
حجازي و بداياته مع الشعر
اعترف حجازي بأن قراره السابق بالإحجام عن نشر قصائده الأولى كشاعر كان قرارا فاسدا. وقال "إنه لم ينشر من مجموع قصائده الأولى سوى قصائد أقل في عددها من أصابع اليد الواحدة ، ومنها (بكاء الأبد) (وعشرون عاما) التي نظمها عندما بلغ العشرين عاما ، مضيفا أنه كان قرارا فاسدا في نظري الآن ، لأنه كان لابد أن أنشر المجموعة الأولى".
و عن أسباب امتناعه من قبل عن نشر قصائده الأولى، أوضح حجازي أن بعض هذه القصائد كانت في اعتقاده رومانتكية أكثر من اللازم، وفى ذلك الوقت كانت هناك حملة شديدة على الرومانتيكية، الأمر الذي حدا به للتنكر لهذه القصائد الأولى والإحجام عن وضعها في ديوانه الأول.