تقيم جمعية النهضة العلمية والثقافية (جيزويت القاهرة) بالتعاون مع أتيليه القاهرة واللجنة المصرية للعدالة والسلام بالقاهرة معرض "الفن في الثورة" للفنان الأسباني "ادواردو رويث" . يفتتح المعرض اليوم الأحد 9 أكتوبر فى تمام الساعة الثامنة مساءا وتنتهي فعالياته يوم 20 أكتوبر 2011 وذلك فى أتيلييه القاهرة.
ادواردو رويث هو فنان مقيم في مركز جيزويت القاهرة، حضر إلى القاهرة أثناء الثورة وعمل على هذا المشروع "الفن في ثورة" وعاد إلى القاهرة هذه الأيام لعرض المشروع .
يروى " ادواردو رويث" عن مشروعه قائلا : "في مارس 2011، الناس في الشارع يتحدثون، يتناقشون، يتظاهرون، لا يسمحون بالتوقف عما بدء، تستمر الحياة بشكل عادي و لكن في الواقع كل شئ يتغير... يتحدث مجموعة من الرجال بحماس بين إشارة المرور، وسيارة عسكرية تبدو أنها شكلت جزءا من المدينة يكتظ التحرير كل جمعة بأشخاص يصلون, و يتظاهرون بين مئات من الأعلام المصرية.
لقد استقبلنا أحمد صبري في الأستوديو الخاص به، حيث كان شخص لطيف وكتوم قليلا ، على الرغم من أننا لم نعرف بعضنا إلا أنني أحسست معه بالراحة و الترحيب بعد قليل من معرفتنا لبعضنا وشرحي له لماذا أحب أن أصوره و أصور أعماله، بدء في حكي قصة ما أدهشتني...
بحثنا عن أحمد بسيوني خلال خمسة أيام حتى عثرنا عليه في المستشفى، ميتا، ولم يسمح النائب العام بالتشريح كما أن شهادة وفاته تدعي أنه توفي آثر خناقة في الشارع.. ثم تدخلت منظمة حقوق الإنسان، وحصلت على اعتراف تم إجرائه على الجثة: ثلاثة طلقات نارية احداهما في الرأس والأخرى في العنق والثالثه في صدره، وكسور في الضلوع والرئتين بسبب دهسه تحت عربه .
قبل تلك المقابلة بأيام قليلة حكى لنا أِشرف رسلان: بعد عبور كوبري الجلاء في الدقي، وجدنا ضباط الشرطة أمامنا وقد بدءوا بإلقاء القنابل المسيلة للدموع وإطلاق أعيرة نارية حقيقية لمدة أربع ساعات لكي يمنعوا وصول المظاهرات للتحرير أصابت أحدى هذه الأعيرة النارية زميل معنا حيث لقى مصرعه وهو مبتسم وعلامة النصر بيديه.
تناولنا القهوة التي قدمها لنا أشرف رسلان في شرفة بيته وتحدث بهدوء وتلقائية كما لو أنه اعتاد على معايشة هذة اللحظات الصعبة...تبدو هيئته ضعيفة وعمله جعلني اقترح أن عالمه الخاص به يكاد أنه يكون ميتافيزيقيا... تبدو حكاياته لي كصور متتابعة... تبدو لوحاته وأعماله النحتية تفسير غير واقعي لكل تلك القسوة.
فالفنانين يقومون بثورة لم تنتهي بعد ويظهرون في هذا المعرض من الأستديوهات الخاصة بهم وضواحيهم حيث يمضون فيها حياتهم اليومية...إنهم يستمرون في الإبداع من مخزون قلوبهم... حيث أن هيام عبد الباقي تعرف جيدا أنها يجب أن تستغرق وقتا من أجل التعبير عما حدث في تلك الأيام.
فقط الثورة قد بدءت أحمد الشاعر، أحمد صبري، أمال رمسيس وأشرف رسلان، هيام عبد الباقي، إبراهيم سعد, إسلام عبده، محمد عبلة، مصطفى وافي، رفقي الرزاز، وليم سيدهم، هم فنانون مرسوم في وجوههم الواقعية, فهم لم يخلقوا أمال كاذبة حيث إنهم يشكلون جزء من الثورة المصرية وبأعمالهم الفنية يعبرون ويعطون احساسهم ورؤيتهم لهذه اللحظة التاريخية.
أنني أشكرهم على إتاحة الفرصة لي بالدخول إلى عالمهم، ومشاركة معيشتهم خلال هذه اللحظة الهامة التي عاشها المصريين، كما أود شكرهم لأنهم فتحوا لي بيوتهم وأرادوا أن يحكوا لي تجاربهم".