الخبير النووى إبراهيم العسيرى ل(الشروق): لا استغناء عن بناء محطات نووية لتحقيق التنمية الاقتصادية

قال دكتور مهندس إبراهيم على العسيرى، كبير المفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا) إن دول العالم تتسارع وخصوصا الدول النامية فى إقامة محطات القوى النووية، لتغطية احتياجاتها المستقبلية من الطاقة، لمواجهة زيادة السكان ومتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتى لا يمكن توفيرها اعتمادا على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحدهما.

وأضاف العسيرى ل«الشروق» أن هذا الاتجاه ينبع من اقتناع هذه الدول بمزايا الطاقة النووية الاقتصادية والبيئية، خصوصا فى ظل تنامى سياسة ترشيد استخدام البترول والغاز الطبيعى، واستغلالهما فى الصناعات البتروكيميائية بدلا من حرقهما لإنتاج الكهرباء أو تحلية المياه المالحة. وانتقد العسيرى ادعاء البعض أن معظم الدول الأوروبية بدأت تتراجع عن إنشاء هذه المحطات النووية. مؤكدا أن العديد من الدول الأوروبية مستمرة فى برامجها النووية، ولديها العديد من المحطات النووية (العاملة) ومازالت تنشئ المزيد، فعلى سبيل المثال فرنسا وفنلندا بكل منها محطة نووية تحت الإنشاء، وروسيا بها 10 محطات نووية تحت الإنشاء حاليا، وسلوفاكيا بها محطتان نوويتان تحت الإنشاء، وعلى مستوى العالم يوجد 62 محطة نووية تحت الإنشاء، منها 26 محطة نووية تحت الإنشاء فى الصين وحدها و6 محطات نووية تحت الإنشاء فى الهند، و5 محطات نووية تحت الإنشاء فى كوريا الجنوبية، وذلك طبقا لإحصائيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى 1 أغسطس 2011.

وقال الخبير النووى إن الدول التى تراجعت عن إنشاء المزيد من المحطات النووية، هى ألمانيا وسويسرا وإيطاليا، فليس ذلك بسبب عدم جدوى المحطات النووية ذاتها وإنما قد تكون مجرد مناورات حزبية سياسية أو بسبب عدم حاجة هذه الدول لمزيد من الطاقة الكهربية لأغراض التنمية؛ حيث إنها وصلت بالفعل إلى حد الرفاهية، بالإضافة إلى عدم تزايد سكان هذه الدول، فضلا عن أن هذه الدول يمكنها استيراد الكهرباء من دول مجاورة مثل فرنسا دون أى عقبات أو احتكارات أو ضغوط سياسية أو اقتصادية، أو قد يكون بسبب الترخيص بمد العمر الافتراضى لتشغيل المحطات النووية الشغالة حاليا إلى ما بعد العمر الافتراضى المصممة عليه فى الماضى .