يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الجمعة رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي وهو أول مسؤول في السلطة ما بعد "الربيع العربي" الذي يزور البيت الأبيض، قبل أسبوعين من انتخابات الجمعية التشريعية في بلاده. وأمضى قائد السبسي بضعة أيام من الأسبوع الجاري في واشنطن حيث التقى الخميس وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ويفترض أن يلتقي أوباما عند الساعة 15,45 (19,45 ت غ) في المكتب البيضاوي. ومن المقرر أن يتحدث الرجلان لاحقا إلى الصحافة.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء التونسي إلى واشنطن قبل أسبوعين تقريبا من استحقاق انتخابي مهم. فالتونسيون مدعوون في 23 أكتوبر إلى انتخاب جمعية تشريعية ستكلف بصياغة قانون تاسيسي جديد للبلاد وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فييتور "أنها مرحلة أمل كبير للتونسيين والرئيس سعيد باستقبال رئيس الوزراء اليوم لإبداء الدعم الحازم لهذه المرحلة الانتقالية" إلى الديموقراطية.
وتابع أن "الرئيس ورئيس الوزراء سيتحدثان عن التبعات التاريخية للربيع العربي ويناقشان مواضيع ذات اهمية إقليمية من بينها ليبيا" حيث أدت الثورة المدعومة بغارات للحلف الاطلسي الى قلب نظام العقيد معمر القذافي في اواخر اغسطس بعد 42 عاما في الحكم واشار البيت الابيض الى "علاقات الصداقة المتينة بين الاميركيين والتونسيين".
وفي اخر حزيران/يونيو اجرى وفد من ممثلي شركات اميركية كبرى من بينها جنرال الكتريك وبوينغ وكوكا كولا وماريوت وداو زيارة الى تونس لبحث امكانات الاستثمار وتقود حكومة قائد السبسي تونس منذ نهاية فبراير على اثر سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي الذي اطاحت به ثورة شعبية بعد حكم دام 23 عاما.
وشهدت تونس الثورة الاولى في "الربيع العربي" التي شكلت شرارة ادت الى اسقاط النظامين المصري والليبي وزعزعت نظامي اليمن وسوريا بعد فرار بن علي اشاد اوباما "بشجاعة وكرامة" الشعب التونسي ودعا الحكومة الى تنظيم انتخابات "حرة وعادلة" في "مستقبل قريب".
وكانت الولاياتالمتحدة حليفة بن علي في مكافحته للاسلاميين لكنها انتقدت احيانا سجل تونس في ملفات حقوق الانسان وتحدث قائد السبسي الثلاثاء عن صعوبة المرحلة الانتقالية في مؤتمر نظمه البنك الدولي في العاصمة الاميركية وقال "تابعنا العمليات الانتقالية التي جرت في انظمة اخرى على غرار اسبانيا والبرتغال واوروبا الشرقية. وصدقوني ان المرحلة الانتقالية صعبة جدا. انها اكثر بكثير من بناء دولة".
وتابع انه "كان له حظ في المشاركة في بناء تونس الحديثة بعد الاستقلال" عام 1956 واضاف "لكن هذا لا يشبه على الاطلاق الاشهر الستة او السبعة التي شهدناها للتو، اشهر شاقة الى حد كبير، لا سيما ان الشعب الذي قام بالثورة يتوقع ان يحصل على كل شيء فورا".