تسبب قبول وفد يضم 10 من أعضاء المكتب التنفيذى ب«ائتلاف شباب الثورة» دعوة للقاء اللواء مراد موافى، مدير جهاز المخابرات العامة، الخميس الماضى - فى اندلاع أزمة داخل الائتلاف، بعدما أبدى ممثلو حركة «شباب من أجل العدالة والحرية» تحفظهم على اللقاء الذى اعتبروه «تكريسا لسياسات النظام البائد وتدخلا فى شئون الجبهة الداخلية». عضو المكتب التنفيذى بالائتلاف، خالد عبدالحميد، وأحد ممثلى «العدالة والحرية»، قال ل«الشروق»: «لا دخل للمخابرات باللعبة السياسية، ونؤكد أن دورها يقتصر على حماية الجبهة الخارجية فقط، وتدخلها فى شئون مصر الداخلية يعنى تكريس سياسات نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك». مضيفا: «الائتلاف سيعقد مؤتمرا صحفيا (اليوم الاحد) لشرح موقفه من لقاء موافى، ونؤكد على حقنا فى إبداء تحفظنا على أى قرار يتخذه أعضاء المكتب التنفيذى بالائتلاف».
ونفى عبدالحميد تلويح الحركة بتجميد عضويتها بالائتلاف أو الانسحاب منه، موضحا أن «قبول دعوة موافى جاء بعد إجراء تصويت وافق فيه كل أعضاء المكتب التنفيذى، عدا ممثلى حركة شباب من أجل العدالة والحرية».
وفى المقابل، قال عضو المكتب التنفيذى بالائتلاف، محمد عباس: «أعضاء الائتلاف لا يجدون مشكلة فى لقاء ممثلين بمؤسسات الدولة، خاصة أنهم أصبحوا شركاء رئيسيين فى صناعة القرار بعد اندلاع الثورة».
وبرر عباس قبولهم الدعوة بقوله: «وجه البعض انتقادات لنا بسبب مقاطعتنا دعوات لقاء المجلس العسكرى، وهو ما تسبب فى خسارة الجميع، حيث انقطعت قنوات الاتصال بين الثوار والمجلس الذى أصبح يعتمد على آراء مستشاريه فى إدارة المرحلة الانتقالية وهو ما تسبب فى تراجع وسوء أدائه». مضيفا: «هذه المرحلة دقيقة للغاية وتحتاج للتنسيق بين جميع القوى للخروج من الأزمة الراهنة، وكان لقاؤنا بموافى حول الأمن القومى المصرى والموقف من الثورات العربية».
وتابع عباس: «لا نخفى تحركاتنا التى تستهدف مصلحة الوطن، وأدركنا ضرورة تفعيل اتصالاتنا مع كل المؤسسات والقوى». لافتا إلى أن مؤتمر اليوم «لن يقتصر على إعلان ممثلى حركة العدالة والحرية تحفظهم على الدعوة، وإنما سيتطرق لعرض البرنامج السياسى لقائمة الائتلاف، التى تضم 200 مرشحا، فى الانتخابات البرلمانية القادمة».
جدير بالذكر أن وفد الائتلاف طالب موافى خلال اللقاء الذى عقد بمقر الجهاز الخميس الماضى بدعم الثورتين السورية واليمنية، فوعدهم ببحث مطالبهم، وأبلغهم أنهم يتابعون عن كثب تطورات الأوضاع بسوريا واليمن وأنهم سيتخذون كل الإجراءات التى يرونها مناسبة فى الوقت المناسب، حسبما أفاد عضو المكتب التنفيذى بالائتلاف وأحد المشاركين فى اللقاء، أحمد عيد.
وأشار عيد إلى أن موافى «أكد دعم الجهاز للثورة الليبية قبل رحيل القذافى، وقال إنهم سيقدمون دعما كبيرا فيما يتعلق بإعادة إعمار ليبيا بعد الثورة من الناحيتين الأمنية والتعليمية لضمان استقرار الأوضاع الداخلية بها.
وتابع عيد: «تطرقنا خلال اللقاء، للمخاطر الحقيقية التى تواجه الأمن القومى المصرى وتحول دون استكمال مسيرة التحول الديمقراطى».