نجح الرئيس الأمريكى باراك أوباما فيما أخفق فيه سلفه بوش، حيث نفذ ما تعهد به خلال حملته الرئاسية عام 2008، وتمكن من قتل بن لادن مطلع مايو الماضى، بعدما أنهك المخابرات الأمريكية طيلة عقد من الزمان فى البحث عن الرجل، الذى أعطته اسما كوديا، وهو «الجيرونيمو». دخل أوباما، المحامى والمحاضر فى القانون وعضو مجلس الشيوخ، البيت الأبيض فى العشرين من يناير عام 2009 فوجد العديد من الملفات المفتوحة، التى ألحقت الضرر بالسياسة الأمريكية والأمن القومى وأدخلت الاقتصاد فى دوامة نتيجة حربين كلفتا واشنطن الكثير من الأموال والبشر. فوضع استراتيجية جديدة للأمن القومى أسقط منها مصطلح «الحرب على الإرهاب». وركز جهوده على مكافحة القاعدة كعدو أول، فيما مد يد التواصل إلى الدول العربية والإسلامية لإصلاح ما أفسده سلفه. وتحرك نحو سحب القوات من العراق وأفغانستان. وفى خطاب موجه للعالم الإسلامى من القاهرة يونيو 2009، أعلن أن بلاده ليست فى حرب ضد الإسلام أو المسلمين. وقد حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام لعام 2009 نظير جهوده فى تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، وذلك قبل إكماله عام فى البيت الأبيض. وبرغم ذلك استمرت الهجمات الأمريكية على المناطق الحدودية فى باكستان وأفغانستان لضرب معاقل القاعدة والحركات المتحالفة معه، لاسيما طالبان. وتوسعت الهجمات بالطائرات بدون طيار، ما قتل المئات بين المدنيين. ذات الوسيلة استخدمها أوباما فى اليمن لمكافحة تنظيم القاعدة فى الجزيرة العربية. ولم تشهد الولاياتالمتحدة فى عهده هجمات كبيرة ضدها، لكنها تعرضت لمحاولات فاشلة، أبرزها محاولة تفجير سيارة فى ميدان تايمز سكوير بنيويورك، اتهم فيها باكستانى، ومحاولة تفجير طائرة فى مدينة ديترويت اتهم فيها نيجيرى، وكلاهما من اتباع القاعدة فكريا. وبرغم نجاح إدارة أوباما فى توجيه ضربات قاصمة للقاعدة، إلا الخوف لا يزال يخيم على الولاياتالمتحدة من هجمات اخرى، خاصة بعد العثور على وثائق لبن لادن تشير إلى خطط لاستهداف سكك حديدية ومراكز اقتصادية وأمنية فى الولاياتالمتحدة. ويأمل أوباما فى أن يسهم قتل بن لادن فى تزكية ملفه أمام الرأى العام الأمريكى للفوز بولاية ثانية، لكن يخشى المراقبون أن تبتلع الأزمة الاقتصادية فرص أوباما، كما ابتلع البحر جثمان بن لادن.