أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن شهر أغسطس الماضى لم يسجل حالة وفاة واحدة بين صفوف الجنود الأمريكيين فى العراق، وذلك منذ منذ الغزو الأمريكى لهذا البلد. وأرجعت الصحيفة السبب فى ذلك - إلى الضغط المتصاعد الذى مارسته الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى الحملة العراقية ضد المليشيات الشيعية فى العراق. وأضافت الصحيفة- فى سياق تعليق بثته اليوم الخميس على موقعها على شبكة الإنترنت- أن هذا الحدث الهام هو حدث استثنائى على وجه خاص وذلك لأنه يأتى بعد مقتل 14 جنديا أمريكيا فى يوليو الماضى، الأمر الذى يجعله الشهر الأكثر دموية على الجنود الأمريكيين فى ثلاثة أعوام . فضلا عن وقوعه وسط حملة مثيرة للرعب من التفجيرات الانتحارية وسلسلة من الاغتيالات على يد مسلحين أسفرت عن مقتل المئات من العراقيين ، لتعيد إلى الأذهان شبح اسوأ أيام الإقتتال الطائفى. وأرجع القادة العسكريون الأمريكيون السبب فى إنخفاض أعداد القتلى إلى ما تقوم به الحكومة العراقية ضد المليشيات الشيعية، بالإضافة إلى الضربات الهجومية أحادية الجانب التى تقوم بها القوات الأمريكية فى هذا الصدد. وقالت الصحيفة إن كان الأمريكيون على صواب ، ولم يكن شهر أغسطس مجرد نقطة إحصائية فقد يعنى ذلك أن للأمر صلة بالمفاوضات المستمرة بين المسئولين الأمريكيين والعراقيين حول مسألة بقاء بعض القوات الأمريكية بعد انقضاء الموعد المحدد للإنسحاب الأمريكى بحلول نهاية العام الحالى. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أنه على الرغم من أن كافة الأطراف فى العراق أكدت رغبتها فى رحيل القوات الأمريكية ، إلا أن لدى كل منها بعض المصالح فى الإبقاء على بعض القوات . فالحكومة العراقية مازالت تعتمد على قوات أمريكية وخبراء فى الحفاظ على الأمن، أما بالنسبة للولايات المتحدة فإن المخاوف السياسية فى الداخل الأمريكى من شأنها أن تجعل من الأسهل إقناع المواطنين الذين انهكتهم الحرب بمد فترة بقاء القوات فى حال أصبحت أعداد الوفيات أقل. وتابعت أن المسئولين الأمريكيين كثفوا ضغوطاتهم على العراقيين من أجل العمل على كبح جماح تلك المليشيات فى أعقاب هجمات يونيو الماضى، وقد حظوا بإستجابة الجانب العراقى بالفعل فى نهاية الأمر. وقالت إن الحكومة العراقية كثفت عملياتها لمكافحة الإرهاب ضد تلك المليشيات ، كذلك جلبت قضاة من بغداد إلى الشطر الجنوبى من البلاد لضمان عدم إطلاق سراح من يتم القاء القبض عليهم من تلك العناصر المسلحة وفقا لما قاله المسئولون. واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن المجهودات على الصعيد الدبلوماسى و على صعيد العمليات وفقا لما يراه مسئولون أمريكيون ساهمت بشكل أساسى فى خفض أعداد الهجمات الصاروخية التى تستهدف قواعد عسكرية، لاسيما فى جنوب البلاد حيث تنشط عمليات تلك المليشيات .