المحلب والقرفة والحبهان والكافور والقرنفل والكبان الصينى وخميرة العرب، باقة عبقرية من النباتات والأعشاب العطرية التى اعتاد العطار المصرى إعدادها كل عام فى انتظار الطلب عليها طازجة لاستخدامها فى عمل كعك العيد، خاصة عيد الفطر الذى ينهى صيام الشهر الكريم. الواقع أن فائدة تلك التحويجة الفريدة تتجاوز مجرد إضفاء الرائحة والنكهة على كعك العيد إلى المعاونة بأكثر من طريقة غذائية فى هضمه وحماية متذوقيه من اضطرابات الهضم ومتاعب المعدة. تساعد إضافة رائحة الكعك إلى ما فيه من دقيق «مواد نشوية» وسمن «مواد دهنية» وسكر على تنبيه عصارات المعدة ليزداد نشاطها سواء فى الحركة التى تزداد سرعتها أو إفراز العصارات والانزيمات بصورة متتابعة تفكك الصورة المعقدة التى هى عليها الدهون والنشويات والسكريات إلى وحداتها الأولية من أحماض دهنية وسكريات أولية، الأمر الذى يتيح امتصاصها فى الأمعاء فى صورة أكثر بساطة وفائدة للجسم. الامتصاص السريع لمكونات الكعك الغذائية يدفع الإحساس بالامتلاء والتخمة ويقاوم تكون الغازات التى إذا ما تكونت داخل الأمعاء خاصة الغليظة «القولون» كانت سببا قويا لمتاعب الهضم والإحساس بالألم القاسى. وجود الحبهان والقرنفل والقرفة فى مكونات رائحة الكعك يعد أيضا عاملا مهما للحفاظ على الدهون المستخدمة فى صناعته من التزنخ إذا ما طالت مدة الاحتفاظ بالكعك فى المنزل بعد العيد. المحلب من أهم مكونات رائحة الكعك فى المنزل والذى يمكن إضافته لكل ما يصاحب كعك العيد من مخبوزات مثل البسكويت والبتى فور وغيرهما نظرا لخواصه الطبيعية المساعدة للهضم والمحفزة عليه. قد لا يكفى ذلك القدر الضئيل من القرفة فى رائحة الكعك للحصول على الفائدة الحقيقية التى يمكن لها أن تقدمها بسخاء.. القرفة تسهم فى تحفيز خلايا أنسجة الجسم للاستفادة من الانسولين «الهرمون الذى يفرزه البنكرياس لتنظيم نسبة السكر فى الدم» كذا يمكن الحرص عليها كمشروب مفيد مميز بنكهته اللاذعة المحببة بعد الانتهاء من الطعام عوضا عن الشاى الذى يفضل احتساؤه بعد الطعام بساعتين على الأقل. رائحة الكعك تحمل الفرح لمنازلنا والبهجة لقلوبنا وتقوم بتنبيه مسارات حاسة الشم الصاعدة إلى مراكز المخ المرتبطة بإفراز الموصلات العصبية المثبطة للألم مثل الاندروفين والسيركونين الذى يعانى الاكتئاب فى غيابه. فاحرصوا على أن تظل عالقة بالأذهان متى استطعتم.