صرح دبلوماسيون بالأمم المتحدة أن المساعي الأمريكية والأوروبية الرامية إلى فرض عقوبات دولية على سوريا بسبب حملتها الدموية ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية تواجه مقاومة شديدة من روسيا والصين. ووزعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال مشروع قرار يطالب بفرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد واعضاء من عائلته واعوانه المقربين. وقالت هذه الدول انها تريد طرح مشروع القرار للتصويت بأسرع ما يمكن. والاجراءات المقترحة ليست صارمة مثل العقوبات الأمريكية المفروضة بالفعل على سوريا وتوسع مقترح في خطوات اتخذها الاتحاد الاوروبي ضد دمشق يقضي بمنع استيراد النفط السوري. وقال الدبلوماسيون انه ليست هناك اي خطط للتصويت حتى الان. وألمح سفير روسيا لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين إلى ان موسكو ستستخدم حق النقض لاسقاط مشروع القرار اذا طرح للتصويت في الوقت الحالي. وقال دبلوماسيون غربيون ان روسيا والصين ترفضان مناقشة مشروع القرار. وقال دبلوماسي لرويترز اليوم الجمعة طالبا عدم الكشف عن هويته "الروس يقولون انه ليس لديهم اي تعليمات." ونتيجة لذلك قال دبلوماسيون غربيون في نيويورك انه سيتعين على عواصمهم التدخل لاقناع موسكو وبكين للانضمام للمفاوضات بشأن مشروع القرار للتوصل إلى اجماع بين الدول الخمسة عشر الاعضاء في مجلس الأمن الدولي. وقال دبلوماسي "من الواضح اننا نحتاج إلى حل هذا الأمر على مستوى العواصم نظرا لوجود مقاومة قوية للغاية من روسيا والصين." وتمانع البرازيل والهند وجنوب افريقيا ايضا في فرض عقوبات على سوريا أو حتى ادانتها. وتقول الارقام الصادرة عن الاممالمتحدة في وقت سابق من هذا الاسبوع ان الحملة الدموية التي تشنها السلطات السورية ضد المتظاهرين ادت ألى مقتل 2200 شخص حتى الان. لكن دبلوماسيا قال ان البرازيل والهند وجنوب افريقيا التي تطمح في ان تصبح ذات يوما من الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن "تشارك في نقاش ايجابي بشأن النص". واقترحت روسيا اليوم الجمعة اجراء تصويت على مشروع قرار روسي بشأن سوريا . ولم يتضمن النص الروسي الذي حصلت رويترز عليه اي بنود خاصة بعقوبات او اي اجراءات عقابية اخرى ويدعو ببساطة السلطات السورية الى الاسراع باصلاحاتها المقترحة ويحث المعارضة على الدخول في حوار مع الحكومة. ووصف مبعوث غربي النص الروسي بانه "ضعيف" وليس من المرجح ان يحظى بدعم الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقال دبلوماسيون ان المجلس عقد اجتماعا غير رسمي للسفراء لمناقشة مشروع قرار العقوبات بعد ظهر امس الخميس لكن المبعوثين الصيني والروسي قاطعا الاجتماع. وقال دبلوماسي "تعمد عضوان دائمان بمجلس الامن الدولي التغيب عن الاجتماع..نأمل ان يشاركا بشكل ايجابي." وقال سفير روسيا لدى الاممالمتحدة في وقت سابق من هذا الاسبوع للصحفيين ان الوقت ليس مناسب لفرض عقوبات على سوريا. وبعد شهور من المساعدة في اعاقة اي اجراء للمجلس ضد سوريا ساندت روسيا والصين بيان المجلس الصادر في الثالث من اغسطس اب الذي ادان الحملة الدموية التي تقوم بها الحكومة ودعا إلى انهاء العنف. وشكت روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا مرارا من ان تدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا تجاوز حدود تفويض الاممالمتحدة الذي وافق عليه المجلس في مارس اذار لحماية المدنيين من عنف الحكومة. وقالت هذه الدول انها لا تريد تكرار نفس الشيء في سوريا. وتقيم روسيا علاقات وثيقة مع سوريا منذ فترة طويلة وهي واحدة من مورديها الرئيسيين للسلاح. ومن بين العقوبات المقترحة فرض حظر على السلاح يحرم على الشركات الروسية بيع اسلحة لدمشق. وتقضي العقوبات المقترحة بفرض حظر على 22 من اقارب الأسد وأعوانه وتجميد اصول 23 سوريا منهم الأسد. وقال مبعوثون ان الاسد مستثنى من حظر السفر لمنحه مخرجا للهروب. وقال دبلوماسي "نريده ان يغادر البلاد." ودعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الأسد إلى التنحي.