كشفت صور مستندات حصلت عليها «الشروق» أن عمليات النهب التى تعرض لها موقع الضبعة المخصص لإقامة أول محطة نووية فى مصر كان مخططا لها وتستهدف تدمير الأجهزة العلمية الدقيقة ولم تكن عشوائية ولا بغرض السرقة. ووفقا لمحاضر حصر الخسائر الناجمة عن الاعتداءات على الموقع فقد تم تدمير أجهزة ومعدات بعينها منها معامل الرصد البيئى، وجهاز مماثل للمحطة النووية «المحاكى» التى كانت تجرى عليه تدريبات الكوادر المصرية لتشغيل أول محطة نووية لإنتاج الكهرباء، والتى كان مقررا طرح مناقصة إنشائها فى يناير الماضى. فى الوقت نفسه، نجت مبان ومنشآت كانت أولى بهجوم البلطجية أو عصابات السرقة منها جراج السيارات، وكان يضم يوم بداية الهجوم 29 من يناير الماضى سيارات تسهل سرقتها، وكذلك برج الأرصاد الجوية، و«شاليهات» رئيس الهيئة ونائبه وجراج المعدات الثقيلة، وكلها تضم ما يمكن سرقته ولكن الهجوم استهدف الأجهزة المهمة والمتخصصة بالتدمير وليس السرقة وقدرت الخسائر ب15 مليون جنيه برغم وجود 20 حارسا معينين من أهالى منطقة الضبعة. وكشفت المستندات أيضا تكرار عمليات التخريب للأجهزة المهمة على مدى أيام 30 و31 يناير و1 فبراير، وفى الوقت الذى تقوم فيه وزارة الكهرباء والطاقة بإحالة كثير من الملفات للنائب العام غير أنها لم تحرك ساكنا بشأن ما تم تقديمه من بلاغات لرئيس هيئة المحطات النووية ضد لجنة الأزمات بموقع الضبعة لإعادة تشكيل وحدة الأمن الداخلى للموقع، واكتفت الهيئة ببعض التحقيقات الداخلية. وكان موقع الضبعة قد تعرض لحملات شرسة استهدفت الاستيلاء عليه من قبل رجال أعمال الحزب الوطنى المنحل خلال السنوات التى سبقت ثورة 25 يناير وتصدى لهذه الحملات علماء الطاقة النووية المصريين وأرجعوا هدف الهجوم على الموقع إلى مخطط لحرمان مصر من التكنولوجيا النووية حتى وإن كانت سلمية وقاد عملية المطالبة بمنع المشروع النووى خلال السنوات الماضية إبراهيم كامل أبوالعيون القيادى بالحزب الوطنى المنحل.