أعلن معارضون ليبيون، أمس الاثنين، أنهم سيطروا على بلدة استراتيجية ثانية قرب طرابلس في غضون 24 ساعة ليكملوا بذلك تطويق العاصمة بعد أجرأ تقدم في الانتفاضة التي بدأت منذ ستة أشهر ضد معمر القذافي. وحث الزعيم الليبي -الذي بدا متحديا ولكن معزولا- شعبه على محاربة "الجرذان" في إشارة الى قوات المعارضة في مكالمة هاتفية مسموعة بالكاد بثها التلفزيون الحكومي في الليلة السابقة. وأطلقت قوات القذافي قذائف المورتر والصواريخ على بلدة الزاوية الساحلية بعد يوم من سيطرة المعارضة عليها وقطع الطريق السريع الساحلي الذي يمتد من طرابلس الى الحدود التونسية في نقطة تحول محتملة في الحرب. وقال معارضون انهم سيطروا على بلدة غريان الواقعة جنوبي طرابلس، ولم يتسن على الفور التحقق من هذا الأمر، لكن اذا ثبت أنه صحيح فإنه سيشدد الحصار حول العاصمة. وقال متحدث باسم المعارضة يدعى عبد الرحمن، إن بلدة غريان بالجبل الغربي التي تبعد 75 كيلومترا الى الجنوب من طرابلس قد تمت السيطرة عليها أيضا. وقال "غريان بالكامل في أيدي الثوار. لقد سحقوا كتيبة سحبان مركز القيادة الرئيسي للقذافي في الجبل الغربي. وأخذوا الاسلحة الثقيلة والخفيفة للكتيبة." وأضاف "تم عزل القذافي. تم عزله عن العالم الخارجي." واعترف موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي بوجود مقاتلين للمعارضة في غريان. وأضاف "الغريان ما زال التواجد للعصابات المسلحة داخل المدينة، ونحن قادرون على دحرهم." ووصل مبعوث الأممالمتحدة الخاص بليبيا إلى تونس، حيث قالت مصادر إن ممثلين عن المعارضة والحكومة الليبية يجرون مفاوضات في فندق بجزيرة جربة. وقد تمثل المحادثات نهاية الصراع الذي انضم إليه حلف شمال الأطلسي وتحول إلى واحد من أكثر الانتفاضات دموية في الربيع العربي. ونفى متحدث باسم القذافي تقارير تحدثت عن مفاوضات تجري بشأن مستقبل الزعيم الليبي ووصفها بأنها جزء من "حرب إعلامية" ضده. وقال موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، إن القذافي موجود في ليبيا يقاتل من أجل حرية البلاد، ولن يغادرها. وقال مراسلو رويترز في البلدة إن قوات القذافي ما زالت تسيطر على مصفاة النفط، ولديها قناصة ينتشرون في مواقع فوق أسطح المباني، لكن الطريق السريع الرئيسي الذي يربط طرابلس بالحدود التونسية أغلق، غير أن مسؤولا عسكريا أمريكيا طلب عدم الكشف عن اسمه قال "إن التقدم في الزاوية لا يمكن أن ينظر إليه على أنه سيغير اللعبة"، مؤكدا أن المعارضين ليست لديهم سيطرة كاملة على البلدة.