على الرغم من اختلاف مواقفهم من المشاركة فى مظاهرة «فى حب مصر»، التى شهدها ميدان التحرير أمس الأول، إلا أن عددا من ممثلى الائتلافات والمجموعات الشبابية نددوا بما وصفوه بظاهرة «عسكرة» الميدان، متهمين قوات الأمن بتعطيل حركة المرور بوجودها «الحاشد». اتهم محمد عادل، المتحدث الإعلامى لحركة شباب «6 أبريل»، جبهة أحمد ماهر، الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة العسكرية بتعطيل حركة السير فى الميدان لوجودها الحاشد فى محاولتها لمنعهم من الوصول للصينية. وفسر عادل زيارة المشير طنطاوى للميدان بقوله «جاء ليدعم وجود جنوده فى الميدان فى مواجهة المتظاهرين الذين تم تصويرهم على أنهم أعداؤهم ومثيرو الفتنة الطائفية». من جهته، قال عضو المكتب التنفيذى بائتلاف شباب الثورة، طارق الخولى إنه «على الرغم من قرارنا بعدم المشاركة فى جمعة فى حب مصر، إلا أننا نرفض عسكرة الميدان بهذه الحشود الهائلة من قوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية، وهو ما يذكرنا بالتضييق الأمنى الذى عانينا منه فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك». وتابع الخولى: «منع المتظاهرين من الدخول للميدان مشهد مستفز للغاية، فمن المسىء أن نرى ميدان التحرير، الذى شهد إسقاط رأس النظام السابق، مقرا لجنود الأمن المركزى، نشعر أن مبارك لا يزال يحكم مصر». «الزيارة الخاطفة للمشير طنطاوى، التى حرص خلالها على شد أزر الجنود فى الميدان، تبعث برسالة واضحة مفادها: كفى توقفوا عن الاعتصامات واتركوا لى إدارة الأمور»، يوضح الخولى الذى رفض ما سماه ب«منطق الوصاية» الذى يحاول المجلس العسكرى فرضه فى إدارته للمرحلة الانتقالية. وطالب الخولى المجلس العسكرى بإعادة النظر فى طبيعة دوره باعتباره حاميا للثورة المصرية وليس وصيا على من أشعلوها، مستبعدا استمرار سيطرة الأخير على الميدان وحظر أى تظاهرات به. وقال الخولى: «نحاول استعادة ثقة الشارع بالمبادرة التى أطلقها الائتلاف مؤخرا بعنوان ميدان التحرير ينتقل إليك، وإذا نجحنا فى دعوة مليون متظاهر النزول للميدان تحت مطالب محددة لن يتمكن أحد من منعنا». «نرفض تحول الميدان لثكنة عسكرية على طريقة ممنوع الاقتراب أو التصوير، لا نعلم أسبابا منطقية لتطويق قوات الأمن للصينية ومنع المتظاهرين من الوصول إليها على الرغم من تأكيدهم على عدم نيتهم الاعتصام فى الميدان»، هذا ما قاله منسق لجنة الشباب بحركة «كفاية» محمد عبدالعزيز. وعلى الرغم من قرار «كفاية» بعدم المشاركة فى فعالية الجمعة الماضية إلا أن عبدالعزيز أوضح أنه «كان من الممكن أن يسمح الأمن للمتظاهرين بالتواجد فى الصينية بدلا من تعطيل حركة المرور»، مؤكدا أن حق التظاهر السلمى مكفول ولا يمكن المساس به، على حد تعبيره. وعن زيارة المشير للميدان قال «الزيارة تحمل معنيين إما أنه أراد الظهور فى ميدان الثورة أو أنه جاء ليدعم جنوده فى الميدان فى مواجهة الثوار». وأكد عبدالعزيز أن قرار الحركة بتأجيل أى تظاهرت فى الميدان لحين انتهاء رمضان بمثابة «حالة من الهدوء النسبى» لمراقبة ما ستسفر عنه محاكمات الرئيس المخلوع وأبنائه ووزير داخليته، مهددا بتصعيد احتجاجاتهم فى حالة ثبوت عدم جدية محاكمتهم.