بعد الثورة حسيت لأول فى حياتى بجملة (احنا 7 الاف سنة حضارة) مع انى مكنتش مقتعنة بيها قبلها طب ازاى واحنا كنا مش عارفين حتى ننضف الشوارع؟ ومع مديح كل العالم للثورة والشعب تزايدت قلاطتى وتزايدت الرغبة لدى بضرب اى حد على قفاه لتعزيز مفعول هذه القلاطة. ولما قريت بأن الست أوبرا وينفرى بجلالة قدرها تخطط للمجىء إلى مصر وتقديم حلقة من ميدان التحرير تلبية لدعوة وزير السياحة رغبة فى لفت أنظار العالم إلى استقرار الوضع وإن الست اوبرا كشخصية عامة يمكنها زق الحال شوية وربنا ينتع البلد على اديها وييجى حبة سواح (بركاتك ياست). ثم عرفت بعد ذلك أن الخبر كاذب عندما صرحت اوبرا بأنها تعانى من نزلة برد ( سلامتك ياختى ..شاى ولمون ومجموعة انفلونزا وتبقى فلة) داهمتها بعد حفلة الأوسكار وانها ليس لديها اى خطط لزيارة التحرير ..شعرت بخيبة أمل ليست لعدم زيارة الست اوبرا ( كلام نواعم برقبتها) ولكن لعدم تطرقها لأى شىء عن الثورة فقد كنت انتظر ان تمدح الثورة اولا او تبدى احترامها لثورة الشعب ثم تكذب الخبر ولكن الست لم تفعل ورزعت الخبر فى وش اهالينا ( دا حتى برلسكونى رغى فى الموضوع دا). فقد رأيتنى أشعر بأن أحدا ما قد أهاننى واهان قلاطتى التى منتحنى إياها الشرعية الثورية فوجدت نفسى مندفعة نحو الكمبيوتر اقوم بارسال ايميل للست اوبرا مفعم بسيل من عبارات التهزيىء دفعنى إلى ذلك غيظى الشديد مما قالته, كان التهزيىء بلغة أمريكية شديدة اللهجة مفاد ماكتبته أن ميدان التحرير أكثر سحرا من مسرح الأوسكار. وان الشعب المصرى أكثر صدقا من ممثلى وممثلات هوليوود بتوعها, واننا لانحتاج إلى امثالها للترويج لحضارتنا واننا نعلم جيدا قدر وقيمة بلادنا واننا سنعيد بناء مجد هذه البلد ووقتها فقط ستسعى هذه الاوبرا (وتحفى) للحصول على تأشيرة لدخول مصر (وبرضه هنلطعها فى الطابور). أدركت بعد ذلك ان هذا التهزيىء لم يكن سوى محاولة عفوية منى لصد اى هجوم مضاد على قلاطتى (والتى كما اسلفت) منحتنى اياها الشرعية الثورية والتحية العسكرية بتاعت الجيش لشهداء 25 يناير اللى (والله العظيم) ماتو فى احداث يناير, هذه القلاطة التى جبت ماقبلها من ذل وهوان وضرب بالجذم. بس لما شفت عبود الزمر (معنديش مشكلة انه يخرج والله) ومدى احتفاء كل برامج التوك شو بيه وكمان المحافظ يقابله وكأنه يعنى الحج نيلسون مانديلا ولما شفت التوتر الطائفى ولما شفت خناقة الدستور والانتخابات ولما شفت "احنا اللى قلنا تؤ" و"احنا اللى قلنا ايون" ولما شفت مظاهرات التوافق الوطنى اللى بتتحول بقدرة قادر لمظاهرات عن الدستور اولا أو المادة التانية وهوية الدولة ولما شفت الأحزاب اللى بتدفع للناس عشان تعمل لها توكيلات وبعد كدا تتكلم عن خوفها من استخدام المال فى الانتخابات.. خفت نرجع زى الاول تانى.. خفت على قلاطتى. مش كان لازم افكر شوية قبل الكلام الكبير بتاع بناء الحضارة والمجد؟ تقول عليا الست ايه دلوقتى؟ خايبين وكمان كدابين؟ فين الحضارة اللى هنبنيها دى واحنا بنحتفل بالقتلة؟ فين الحضارة دى واحنا مهيسين وان فى ناس مقتنعة ان خالد الاسلامبولى قاعد فى السعودية(يخرب بيت حبوب الهلوسة بتاعت القذافى)؟ فين واحنا بنتهم بعض بخيانة دم الشهدا فى اول استفتاء؟ طب فى الانتخابات هنعمل ايه؟ هنقيم على بعض الحدود؟ واحنا عمالين نقسم بعض شوية فلول وشوية اجندا؟.. خايفة من الاخوان وخايفة من السلفيين وخايفة من العلمانيين والاشتراكيين وخايفة من حمزاوى ( وخايفة من الفئران اللى فوق سطوح بيتنا) وخايفة فى يوم أعتذر لاوبرا (ليس عن الشتيمة ولكن عن كذبى) وخايفة ييجى يوم وتتلاشى قلاطتى وأتحسس قفاى وإن اختلفت يد الضارب.