صفر جديد استحقه وبجدارة التليفزيون المصرى فى منافسته مع الفضائيات الخاصة، فللمرة الأولى يأتى شهر رمضان ولا يصاحبه طوفان الإعلانات التى كانت تحقق دخولا ينفق منها ماسبيرو على إداراته طوال العام. فشل القطاع الاقتصادى فى تسويق شاشته ليست هى الأزمة الوحيدة، فالأمر يتعلق بمصير مسلسلات القطاع الخاص التى وافق منتجوها مقابل نصف الإعلانات عرض أعمالهم على الشاشة التى كانت تبيض لهم ذهبا. فى البداية يقول فراس إبراهيم منتج وبطل مسلسل «فى حضرة الغياب»: ما أتعرض له من خسائر يحدث لآخرين وافقوا على عرض أعمالهم على شاشة التليفزيون المصرى، لذلك لن آخذ أى إجراءات بشكل منفرد سواء قانونية أو إعلامية. وأضاف فراس: الوضع بالنسبة لى يختلف كثيرا لأن هدفى من البداية هو الحصول على شرف العرض على شاشة التليفزيون المصرى بغض النظر عن المكاسب التى تتحقق من وراء هذا العرض، لذلك إذا جاءت إعلانات سأكون سعيدا، وإذا لم تأت فلا حول ولا قوة إلا بالله. وأكد فراس: التليفزيون المصرى له فضل كبير على منذ بداياتى، وكان عرض مسلسل «أسمهان» على شاشته نقطة تحول لذلك أحمل له هذا الجميل، وأتمنى أن يتحسن الحال فى النصف الثانى من رمضان. وشدد فراس: ما يفاجئنى أن المعلنين خانوا التليفزيون الوطنى ولم يساندونه فى محنته، وتكالبوا على عرض إعلاناتهم على الفضائيات الخاصة. وعن الرأى السابق لم يبتعد كثيرا أحمد المهدى منتج مسلسلى «إحنا الطلبة» و«وش سلندر» حيث أكد: لم نكن ننتظر شيئا من وراء عرض إنتاجنا على شاشة التليفزيون المصرى، وكنا نتوقع من البداية هذا الوضع المأساوى. وكشف المهدى أنه من غير الطبيعى أن يحصل التليفزيون على إعلانات لأنه لم يكن يبحث عن مسلسلات النجوم الكبيرة واكتفى بإنتاجه فقط، والعرض الذى قدمه لمنتجى القطاع الخاص وبالطبع لم يقتنع به الكثير. وأوضح المهدى أنهم قرروا عرض أعمالهم على التليفزيون المصرى بنية دعم هذه الشاشة والوقوف إلى جانبها فى محنتها، وأبلغناهم منذ البداية أننا لا ننتظر منهم شيئا، فإذا جاء لهم إعلانات كان بها «خير وبركة»، وإن لم يأت شىء فسيكون عوضنا على الله، ولن نغضب منه وسنستمر فى التعامل معهم. أما جمال العدل منتج «الشوارع الخلفية» فأكد: الحمد لله أن ربنا أنقذنى من خسارة 2 مليون جنيه قيمة خطاب الضمان الذى اشترطه التليفزيون المصرى مقابل عرض المسلسل. ولأن شركة الإعلان التى اشترت حقوق المسلسل رفضت تعنت التليفزيون المصرى، تم منع عرض المسلسل قبل شهر رمضان بيوم واحد رغم أن دعايته وإعلاناته ملأت شاشة التليفزيون المصرى. وأوضح العدل أن القطاع الاقتصادى فشل فى تسويق المسلسلات، فالعام الماضى حققت شركة الإعلانات 350 مليون جنيه، أما هذا القطاع فلم يحقق شيئا. وأشار العدل إلى أن التليفزيون المصرى فى سنة 1960 كان أفضل من الآن، على الأقل كان فيه إعلانات «مساحيق الغسيل»، أما اليوم فحالة «يقطع القلب»، والجميع تخلى عنه رغم أن جميعنا كان يتعدى المرور من أمامه، ونعترف أننا كسبنا من ورائه الكثير، لكن فى ظل الإدارة الغبية التى تسيطر عليه لا يمكن أن نتعاطف معه. والأزمة أن المسئولين لا يستوعبون أن القطاع الاقتصادى كان يعمل زمان لأنه لم يكن هناك غير التليفزيون المصرى، أما الآن فهناك شركات متخصصة للدعاية والإعلان. «الريان» أيضا لمنتجة محمود بركة يعد من المسلسلات التى تعرض على التليفزيون المصرى مقابل نصف الإعلانات، ورغم أنه يحصل على نسب مشاهدة فى الفضائيات الخاصة فإنه لا يحقق أى إعلانات على شاشة التليفزيون المصرى. من جانبها قالت هيام جلال رئيس الإدارة المركزية للإعلانات: كلنا تضررنا وليس فقط منتجو مسلسلات القطاع الخاص، فنحن نشكر منتجى المسلسلات على عرضها على شاشة التليفزيون المصرى، لكننا أيضا منحناهم وقتا على الشاشة. وأكدت جلال أنها تبذل قصارى جهدها لتجذب الإعلانات إلى الشاشة ولكن كل المحاولات تنتهى بالفشل، حيث رفضت كل شركات الزيوت والسمن والبسكوت والألبان عرض إعلاناتها بسبب توقف خطوط الإنتاج، وكان مبررهم «الناس لن تصنع كحك وبسكوت فى العيد المقبل». وبشىء من الصراحة كشفت جلال أن عدم وجود مسلسلات وبرامج تذاع حصريا على التليفزيون المصرى هو السبب الرئيسى وراء عدم تحقيق إعلانات، حتى الأعمال المتميزة مثل «عابد كرمان» و«الكبير قوى» هى ليست حصريا وتذاع على معظم القنوات، لذلك المعلن لا يجد على شاشتنا ما يميزها. والحقيقة أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون لم ينفق مليما واحدا ولم يهتم بأن يكون لديه محتوى جيد على الشاشة، وكانت النتيجة هى التى وصلنا إليها. كما ساهم إلغاء برنامج «مصر النهارده» ورحيل نجومه المذيعين أيضا فى هروب المعلنين. وأكدت رئيسة الإدارة المركزية للإعلانات أنهم خفضوا من أسعار الإعلانات على الشاشة لتواكب أسعار السوق وتنافس الفضائيات التى تعطى 3 إعلانات مجانية مقابل الإعلان الواحد.