فى مائدة مستديرة مع خمسة من الصحف الممثلة للعالم الإسلامى وصحيفة إسرائيلية، وقاطعها الكاتب الكبير فى «الشروق» فهمى هويدى لحضور صحفى إسرائيلى، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما: إنه لا يتوقع حلا سريعا للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن إدارة العملية السياسية فى الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى تتسم بالصعوبة الشديدة، ولكن هناك حاجة لتحريك الأمور من جديد على حد تعبيره. وأقر أوباما خلال الحوار الذى استمر 40 دقيقة وأعقب خطابه فى جامعة القاهرة يوم الخميس بالمساندة التى تحظى بها حركة حماس فى أوساط الفلسطينيين، وقال: «لا شك أن حماس لديها بعض الدعم فى فلسطين، ولكن حماس تحتاج اليوم إلى نبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود، بينما تحتاج إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية». وقال أوباما: «عندما تشخص المشكلة، فإن الأمر ربما يحتاج إلى وقت طويل لعلاجها». كما أكد أوباما للصحفيين الذين حضروا المائدة المستديرة أن الروابط بين أمريكا وإسرائيل غير قابلة للكسر، مشيرا إلى أن مستوى العلاقات يتمير بالعمق الشديد الذى يتجاوز الأحزاب السياسية». وعن تأثير خطابه فى القاهرة، قال أوباما إنه لا يتوقع أن يؤدى خطابه إلى تغيير عقلية تنظيم القاعدة التى تقوم بقتل أناس أبرياء، وقال الرئيس الأمريكى: «إن الذين استمعوا إلى خطابى ليس معهم (القاعدة)، ولا أتوقع أن يغير هؤلاء من عقولهم». وأوضح أوباما أن رسالته استهدفت فى المقام الأول صغار السن من الشباب والشابات فى مدن مختلفة تمتد من القاهرة والجيزة إلى طرابلس ودمشق من أجل أن يبلغهم صراحة أن بالإمكان أن تكون صادقا فى التعامل مع العقيدة الإسلامية وأن تغيير الأشياء يتم من خلال الاقناع والحوار وليس بطريق العنف. كما تطرق الرئيس الأمريكى إلى أسباب اختيار القاهرة لتوجيه رسالته إلى العالم الإسلامى، وليس من بلد مثل إندونيسيا التى تعد أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان، قال أوباما إن اختيار القاهرة يعود إلى أن منطقة الشرق الأوسط هى المنطقة التى تشهد التوتر الأكبر فى العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى. وأضاف «أريد أن أذهب إلى مصدر المشكلة، وليس الدوران حولها»، وأردف قائلا: «لو أننى توجهت بالخطاب إلى العالم الإسلامى من إندونيسا لكان ذلك بمثابة عملية (غش) تقريبا لأن الجميع يعلمون أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإندونيسيا، على نحو إجمالى، قوية جدا». وتابع أوباما: «باعتبارى عشت فترة من حياتى فى إندونيسيا ولدى أخت غير شقيقة نصفها إندونيسى فإن ذلك كان سيعطينى ميزة أننى فى موطنى تقريبا وهو ما أردت تجنبه». وقد تركزت معظم أسئلة الصحفيين على القضية الفلسطينية فى الوقت الذى اختتم الجلسة بصورة جماعية قبل أن يلتفت إلى الحضور قائلا: «يجب أن أذهب، يجب أن أذهب لزيارة الأهرامات». وكان باراك أوباما قد صافح الصحفيين الذين حضروا اللقاء مداعبا الصحفية الماليزية شاهاناز حبيب قائلا بلغة الباهاسا الإندونيسية: «إيه الأخبار؟» ثم واصل حديثه باللغة الإندونسية: «لقد نسيت الكثير من اللغة.. ولكن يمكننى التحدث بالقليل منها»، وقد عاش أوباما فى إندونيسيا فترة امتدت إلى أربع سنوات فى طفولته، حيث انتقل إلى جاكارتا مرافقا لوالدته التى تزوجت من إندونيسى. حضر المائدة المستديرة صحفيون من مصر والسعودية وإسرائيل والأراضى الفلسطينية وماليزيا وإندونيسيا.