جاءت زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمصر أمس مختلفة عن سابقيه، بعد أن تجاوز صداها الحدود الجغرافية لمكان الزيارة، فامتدت حالة الاستنفار على طول محافظات البلاد من الإسكندرية شمالا حتى أسوانجنوبا. فى عروس الصعيد يقول مراسلنا «ماهر عبد الصبور»: شهدت محافظة المنيا حالة شديدة من الاستنفار الأمنى وكأن المحافظة ضمن برنامج الزيارة. فمنعت سيارات نقل الركاب من محافظة المنيا للقاهرة والعكس عن العمل، وتم توسيع دائرة الاشتباه، والقبص على معظم «الملتحين» الشباب، رغم عدم انتماء الكثيرين منهم للجماعات السياسية، إضافة إلى اعتقال عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الشبابية وبعض النشطاء السياسيين. ويقول سائق رفض ذكر اسمه يعمل على خط المنياالقاهرة: إن زيارة أوباما جاءت لنا بوقف الحال، فضلا عما يتعرضون له من مضايقات أمنية منذ 3 أيام، عبر عدد من الكمائن الأمنية التى وجدت بين المحافظات التى كانت تقوم بتفتيش جميع السيارات وسؤال جميع الركاب عن وجهتهم. وتنطبق نفس الحال على القطارات، حيث تأكد منع أكثر من قطار، تزامن تحركها مع موعد زيارة أوباما، إضافة لانتشار أفراد أمن بملابس مدنية على أرصفة المحطة، وتفحص هوية الركاب بشكل أثار استياءهم. وفى جنوبسيناء كتب مراسلنا «حمادة الشوادفى»: شهدت جميع الأكمنة إجراءات أمنية مشددة بداية من نفق الشهيد أحمد حمدى حتى قرية طابا المصرية وتم توسيع دائرة الاشتباه، كما تم تمشيط المنطقة الجبلية بوسط سيناء. وسادت حالة من الهدوء التام بين أبناء جنوبسيناء ولم يهتم المواطنون بشأن الزيارة لعدم وجود أحزاب سياسية أو تيارات إسلامية أو حركات تندد بهذه الزيارة وتعترض عليها. وفى شمال سيناء أفاد مراسل «الشروق» مصطفى سنجر، بأن حركة نقل المسافرين إلى القاهرة من المواقف الرسمية فى العريش والشيخ زويد بدت ضعيفة جدا وتعللوا بخشية المواطنين من السفر نتيجة للحالة الأمنية والمرورية فى القاهرة المصاحبة لزيارة الرئيس أوباما. وفى الدقهلية، تحولت الميادين العامة الرئيسية لثكنة عسكرية، بعد انتشار عربات الأمن المركزى إثر إعلان بعض النشطاء السياسيين عن تنظيم وقفة احتجاجية بالمحافظة اعتراضا على زيارة أوباما. و أكد بعض النشطاء من حركة كفاية تهديدهم عبر الهواتف المحمولة من قبل الأجهزة الأمنية باعتقالهم فى حاله حدوث اى نوع من التظاهر حسب ما ذكره مراسلنا نعمان سمير. وفى محافظة السويس، استقبل المواطنون زيارة أوباما بانتشار شائعة وجود انفجار ضخم بشمال خليج السويس بالمنطقة الصناعية، بعد ورود بلاغ وهمى إلى شرطة النجدة يفيد بأن شاحنة ضخمة انفجرت محملة باسطوانات الغاز على أول طريق العين السخنة. وتسببت الشائعة وفقا لمراسلنا سيد نون فى إعلان عدد من الشركات والمصانع حالة الطوارئ خشية من صحة الخبر، هذا وأكدت قيادات أمنية بمديرية امن السويس قيامها بتمشيط المنطقة التى أشار إليها البلاغ الوهمى بخليج السويس ولم تجد سيارة أو أى شىء يؤكد صحة البلاغ. كما كشفت مصادر أمنية بالسويس عن وجود حالة من الاستنفار الأمنى الشديد منذ أمس الأول بالموانى البحرية الأربعة بالمحافظة. حالة الاستنفار الامنى، شهدتها أيضا محافظة الإسماعيلية، بعد أن كثفت قوات الأمن بالإسماعيلية من وجودها على كوبرى السلام والمنطقة المحيطة به، وحدود المحافظة مع العريش تحسبا لأى محاولات تسلل وتم وضع نقاط تفتيشية للسيارات القادمة إلى الإسماعيلية. وفى بورسعيد، رفعت مديرية أمن بورسعيد حالة التأهب بشكل عام، حيث تم منع الإجازات كما تم ندب ضباط مباحث مديرية أمن بورسعيد وقيادات أمن الدولة. على عكس هذه الحالة الأمنية، سيطرت حالة من الهدوء داخل محافظة مطروح الساحلية.