بدأ الأمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، على صفحات كثيرة على (الفيس بوك) أولها كانت صفحة "هنا الميدان.. مسجد، كنيسة وبرلمان"، والتي أسسها "شباب ثورة فجر". دعت الصفحة إلى إفطار جماعي بالميدان في أول جمعة في رمضان، وتبنت الدعوة قوى سياسية كثيرة، ونشرتها على صفحاتها الإلكترونية. ولم يأت في الحسبان أن يتم فضه بالقوة التي حدثت في الثامنة من مساء الجمعة. يروي محمد عزوز، محام والمسؤول عن صفحة (هنا الميدان)، قصة الدعوة للإفطار الجماعي ل(بوابة الشروق)، قائلا: "لقد نزلت يوم الجمعة في الساعة الحادية عشرة صباحا لرؤية المكان والتحدث لإحدى قنوات النيل عن الإفطار الجماعي اليوم؛ ووجدت قيادات كثيرة من الجيش والشرطة متواجدة في الميدان وسألتهم عن الإفطار الذي سيحدث اليوم، والوقفة الصامتة التي ستقام لشهيد العباسية (محمد محسن)، فأجابني أحد القيادات برتبة عميد: (مفيش لا إفطار ولا وقفات، ومعنديش أوامر بالسماح بكده)". وأكمل عزوز: "وعندما سألته أن يقوم بالسؤال عن إمكانية ذلك، أجابني : (اكتبلهم على صفحتهم على الفيس بوك، واستنى ردهم عليك)، ولكن مجموعة شباب الصفحة قاموا بالتجمع بعد صلاة العصر عند مدخل كوبري قصر النيل، وبدأنا في الدخول أمام تمثال عمر مكرم قبل آذان المغرب بخمس دقائق، وكان العدد تجاوز الثلاثة آلاف شخص، والذين استجابوا للدعوة، بالإضافة لانضمام حركة (فدائي) لنا في الإفطار، وهذا ما زاد من عددنا". وأكد عزوز أن: الدعوة كانت لإفطار فقط، دون رفع لأية شعارات سياسية"، وأضاف: "بعد الإفطار بدأت الناس بالتحرك، وتبقى ما يقرب من 100 شخص، بدأت في رفع شعارات ولافتات تتحدث عن حق الشهداء وأداء المجلس العسكري، وعند الحديث مع بعض منهم أكدوا لنا أنهم يريدون فقط توصيل رسالة وسيرحلون، مؤكدين أنهم لن يقوموا بالاعتصام". ويضيف: "وعند الساعة الثامنة بدأت قوات الشرطة العسكرية والأمن بأعداد كثيفة بالتجمع وإحاطة الشباب وبدأت بالضرب بقوة باستخدام العصي والهراوات، مما دفع بالشباب بالهرب إلى شارع القصر العيني وكوبري قصر النيل، بل قامت بالاعتداء على الأسر والنساء المتواجدين بدون تمييز". ويختتم حديثه قائلا: "لم أعرف سببا لاستخدام العنف ضد من كانوا يهتفون، وهل جائز أن يستخدم الأمن والجيش القوة بالتعدي على بعض المتظاهرين السلميين". هذا وقد بدأت بعض المناوشات والكر والفر بين قوات الجيش وبعض الشباب الذين عادوا للميدان، من ناحية شارعي "محمد محمود"، و"القصر العيني" بعد فض الإفطار واستخدام القوة المفرطة للمرة الثانية خلال أسبوع. وظهرت على الفور على (الفيس بوك) و(تويتر) دعوات لمسيرات سلمية، في ميدان التحرير وجميع ميادين مصر يوم العاشر من رمضان، لإقامة "صلاة التراويح" في الميدان، وتذكيرا للجيش بدوره الحقيقي في حماية الشعب المصري.