دعت عدة أحزاب فرنسية الجبهة الوطنية إلى تمييز موقفها عن تصريحات زعيمها التاريخي جان ماري لوبن الذي ندد ب"سذاجة" الحكومة النرويجية معتبرًا أنها أخطر من المجزرة التي ارتكبها يميني متطرف في أوسلو، فيما ردت ابنته مارين منددة ب"استغلال سياسي" للمسألة. ودعا عدد من الاشتراكيين البارزين اليوم الأحد رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبن إلى التنديد بهذا "الاستفزاز" الجديد من جانب والدها الذي خلفته على رأس الحزب في يناير ليصبح رئيسًا فخريًا له. وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي بونوا هامون أن على مارين لوبن الساعية إلى كسب المصداقية لحزبها أن "تتحمل مسؤولياتها" وتعلن أن "هذه التصريحات غير مقبولة". كذلك دعا التجمع من أجل حركة شعبية (يمين حاكم) مارين لوبن إلى "اتخاذ موقف" والاقلاع عن "ازدواجية الخطاب" وقالت فاليري روسو دوبور المفوضة العامة المساعدة للحزب أنه "خلف تغيير الاسم في الجبهة الوطنية، يبقى الخط السياسي هو نفسه". وقال النائب بيار موسكوفيسي منسق الحملة الانتخابية لفرنسوا هولاند المرشح لتمثيل الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية "يجب أن تخرج من التباسها، وهي التي تحدثت عن إزالة الوصم (عن حزبها) .. لا يمكنها أن تدع هذا النوع من الكلام يمر بدون أن ترد عليه". وردًا على ذلك نددت مارين لوبن اليوم الأحد بردود الفعل التي "تتجاهل المآسي البشرية للوقوع في الاستغلال السياسي" مهاجمة بصورة خاصة اليسار. وتابعت "منذ الساعات الأولى التي تلت مأساة أوسلو، وتقوم العديد من الأحزاب اليسارية والجمعيات التابعة لها باستغلال هذه المأساة بشكل خبيث وغير لائق إطلاقًا لمحاولة جني فائدة سياسية معيبة منها" منددة ب"سلوك منفر من جانب اليسار". وقالت "إن موقف الجبهة الوطنية من مأساة أوسلو أعلن بشكل واضح جدا منذ الساعات الأولى ولم يتغير منذ ذلك الحين". وكانت الجبهة الوطنية أصدرت بيانًا في 23 يوليو غداة المجزرة في النروج نددت فيه "بهذه الأفعال الوحشية والجبانة" وأعربت عن "تضامنها الكامل مع الشعب النرويجي". واعتبر جان ماري لوبن (83 عاما) يوم أمس السبت أن "سذاجة" الحكومة النرويجية "أخطر" من الاعتداءين اللذين نفذهما أندرس بيرينغ برييفيك واللذين وصفهما ب"الحادث". ورأى اختصاصي اليمين المتطرف جان ايف كامو أن جان ماري لوبن لم يرتكب هفوة بشأن مجزرة أوسلو بل عبر بكل بساطة عن "إيمان راسخ" بأن "التعددية الثقافية ستقود حتمًا إلى مواجهة عنيفة".