ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أنه على مدار الأشهر الستة الماضية أصبح ميدان التحرير مسئولا عن تحول المنطقة بأكملها، حيث اندلعت الاحتجاجات في دول أخرى، ما قد يؤدي إلى عواقب سياسية خطيرة. وأوضحت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإليكتروني أن روح المظاهرات الاحتجاجية التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط خاصة التحرير، لم تستثن إسرائيل، وإن كان الأمر في إسرائيل يختلف، حيث بدأ المتظاهرون في نصب الخيام الأسبوع الماضي، وهي ظاهرة آخذة في الانتشار عبر إسرائيل، لكن المسألة لا تتعلق بالمطالبة بالديمقراطية، بل تتعلق بمعاناة المستهلك الإسرائيلي الذي يطالب بالحصول على مسكن وطعام والاحتياجات الضرورية الأخرى. وتابعت الصحيفة، أنه إذا كان تاريخيا ينظر في إسرائيل إلى دول الجوار على أنها مصدر المعاناة لها إلا أن البعض يصفها الآن ب"الملهم"، ونقلت الصحيفة عن موشيه جانت، محلل اقتصادي إسرائيلي، قوله: "كان الاعتقاد سابقا أننا نضيء الطريق للأمم المجاورة لنا، ما يعني أن تلك الدول هي التي تتعلم منا، إلا أن المسألة هذه المرة مختلفة، حيث تعلمنا من الأمم المجاورة لنا أن التغيير قد يأتي من خلال قوة الشعب وإصراره على مطالبه المصيرية". وقال أيضا إيلاد يانيف، ناشط إسرائيلى: "هذه هي المرة الأولى التي نحارب فيها من أجل حياتنا ومستقبل أطفالنا بدلا من محاربة العرب". وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المسائل الاقتصادية كانت عاملا في الثورات العربية، غير أنها في إسرائيل عاملا أساسيا ملحا بسبب الأسعار الباهظة للاحتياجات الأساسية في إسرائيل، وعلى سبيل المثال الشقق السكنية والأطعمة والوقود، وهذه المسائل خلقت تحالفا بين عناصر الشعب، ما يشكل أول تهديد لاستقرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو. ومضت الصحيفة في قولها أن الحكومة والبرلمان في إسرائيل تصرفا بشكل سريع إزاء هذه المظاهرات الاحتجاجية، وتعهدا ببناء الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة وتوفير السلع الضرورية بأسعار مناسبة، وقالت إن الأمر ما زال مبهما حول ما إذا كانت هذه الوعود ستنال إقناع المتظاهرين أو ستزيد سخطهم وغضبهم ضد الحكومة الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة، أن وزارة المالية تحاول من جانبها إظهار المظاهرات على أنها تأتي في الوقت الخاطئ، حيث إن العملة الشيكل قوية ومعدل البطالة أقل من 6%، وهو أدنى معدل منذ 25 عاما، ويعادل نصف المعدلات في الدول الأوروبية، وأن الصادرات تفوق الواردات مع جذب للمستثمرين الأجانب، خاصة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.