مع ميلاد أحدث دولة فى العالم يتوجس مراقبون من سياسة أول رئيس لجمهورية جنوب السودان، سيلفاكير مايارديت. المحللون يرون أن توجه سيلفاكير يبدو أكثر هدوءا وتواضعا من زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل، جون قرنق، وهو ما جعله أكثر شعبية منه. لكن فى المقابل، فإن ندرة زيارات سيلفاكير الرسمية وقضاء أكثر أوقاته فى الجنوب جعله يفتقر لإقامة علاقات وثيقة مع الداخل والخارج. وقد ولد الزعيم الجديد للحركة الشعبية لتحرير السودان فى ولاية بحر الغزال عام 1951، وينتمى لقبيلة الدينكا التى ينحدر منها أيضا زعيم الحركة الراحل جون قرنق، وإن كانا من عشيرتين مختلفتين. ويعد سيلفاكير هو آخر من بقى على قيد الحياة من الأعضاء المؤسسين للحركة الشعبية، وكان قائدا لجناحها العسكرى، لكن قرنق بشخصيته القوية حجبه على الصعيدين السياسى والدبلوماسى. وبدأ سيلفاكير حياته العسكرية جنديا فى الجيش السودانى قبل أن يلتحق بقوات قرنق، وأصبح فى 1997 نائبا له فى قيادة الحركة، وفى الوقت نفسه قائدا عسكريا لقواتها المسلحة فى بحر الغزال. وكان من المتشددين داخل الحركة، حيث أيد بقوة خيار الانفصال عن الحكومة المركزية باعتباره حلا أمثل للجنوب. وبعد توقيع اتفاقات «مشاكوس» وعودة الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى الخرطوم تقلد سيلفاكير فى يوليو 2005 منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان فى إطار المرحلة الانتقالية التى دامت ستة أعوام وانتهت باستفتاء تقرير مصير جنوب السودان. وبعد رحيل قرنق فى حادث تحطم مروحية أدى سيلفاكير اليمين نائبا للرئيس السودانى عمر البشير فى 11 أغسطس 2005، وسارع بإعلان التزامه باتفاق السلام الذى تم التوصل إليه فى يناير 2005، ونص على تشكيل حكومة ائتلافية واقتسام الثروة والسلطة وإجراء استفتاء تقرير المصير الذى انتهى بإعلان جمهورية جنوب السودان أمس.«