شهدت ساقية الصاوي أمس أجواء ساخنة فى الحلقة النقاشية التي نظمها المعهد السويدي بالإسكندرية عن الدين والسياسة بحضور نخبة من شباب التيار الإسلامي والليبرالي ، و لفيف كبير من الإعلاميين ،والناشرين ،وكوادر المجتمع المدني فضلا عن حضور أكثر من 300 طالب وطالبة من 15 جامعة مصرية . وجاءت المناقشة التي أدارها الإعلامي البارز على قناة بى بى سى ِ" تيم سباستيان" لتؤكد على حد قوله أن مصر قد تغيرت بالفعل من خلال تناول مثل هذه القضايا بين الشباب التي كان الحديث عنها في فترة النظام السابق بمثابة خط أحمر . وانقسمت الحلقة النقاشية إلى فريقين لكل منه رؤيته حول علاقة الدين بالسياسة ، الفريق الأول يرى أن الدين جزء من السياسة ولا يجب فصلهما ومثَل هذا الرأي الناشط السياسي إبراهيم الهضيبى "حفيد المرشد الاسبق لجماعة الإخوان المسلمين مأمون الهضيبى" ويشاركه في هذا الرأي أيضا سندس عاصم الناشطة السياسية ونجله القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عاصم شلبي . أما الفريق الثاني والذي ذهب في الرأي إلى ضرورة فصل الدين عن السياسة فمثله النائب السابق محمد أنور عصمت السادات و الناشطة داليا زيادة مديرة مكتب منظمة الكونجرس الإسلامي الأمريكي في القاهرة . وتناولت المناقشة التي تخللها أسئلة مفتوحة من طلاب الجامعات بين الفريقين عدد من النقاط الهامة من بينها أن الفريق الذي يدعوا لفصل الدين عن السياسة متفق تماما على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع في مصر إلا أنه يختلف في تعريفه لمفهوم الشريعة . تقول داليا زيادة في هذا الشأن " يهاجم البعض حينما يتحدث عن ضرورة فصل الدين عن السياسة وكأن ذلك إثما عظيما لا يصدر إلا من كافر كاره للدين ، وتضيف " أنا فخورة بإسلامي وبحجابي وبتطبيق شريعتي كوني مسلمة ولكن ماذا عن الآخرين الذين يدينون بأديان أخرى . وأوضحت داليا قائلة " مفهومي للشريعة حينما أتحدث عن دورها في السياسة يتمثل في أنها مجموعة من القيم التي تنظم حياة وأخلاق الفرد الذي يقوم على الحكم والتي تمنعه من أن يكون فاسد وتجعله عادلا في كل شيء بما في ذلك من عدم إجبار للآخرين على إتباع هذه الشريعة . وتطرقت المناقشات المؤيدة لهذا الرأي إلى إعلان جماعة الإخوان المسلمين في غضون عام 2007 في برنامجهم الانتخابي قبل أن يعدلوا عنه الآن عدم جواز ترشيح المسيحي لرئاسة الجمهورية وتضييق الخناق على المرأة في تولى المناصب ، كما تم التطرق أيضا إلى تجاوزات الاستفتاء على التعديلات الدستورية في استخدام الدين في السياسة وكيف كان التيار الإسلامي يروج إلى من سيقول "نعم" سيدخل الجنة ومن سيقول "لا" سيدخل النار ، هذا فضلا عن واقعة غزوة الصناديق ، واستخدام الشعارات الدينية في دغدغة مشاعر المسلمين لاتخاذ مواقف سياسية معينة . أما الفريق الثاني " الإسلامي "فقد أختلف تماما مع وجهة تلك النظر السابقة حيث أكدت سندس عاصم على أن الدين الإسلامي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينفصل عن السياسة لأن الإسلام دين ودولة ولابد من احترام رأى الأغلبية مع الأخذ في الاعتبار أن الإسلام يحترم جميع الأديان ويرسخ لحرية العقيدة دون إجبار معتنقي الديانات الأخرى على إتباع الإسلام . ومن جانبها أكدت السفيرة برجيتا هولست العاني مديرة المعهد السويدي بالإسكندرية أن الحكومة السويدية تحاول تقديم كافة الخبرات التي تحتاجها مصر في الفترة القادمة مع التركيز على الشباب المصري المحرك الأساسي للثورة المصرية . كما أوضحت في السياق ذاته سيسيليا سيترميمو نائبة مديرة المعهد السويدي بالإسكندرية والمسئولة عن تنسيق البرامج والأنشطة عن قيام المعهد بتنظيم ورشة عمل ثالثة في الخريف القادم بحضور شباب من السويد ومصر وتونس لتبادل الخبرات السياسية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد نجاح الورشتين السابقتين واللتين أقيمتا في مصر والسويد وحضرها عدد كبير من شباب البلدين .