●●قبل خمسة أشهر بدأت مبكرا الحديث عن قرار إلغاء الهبوط تحسبا لاتخاذه قبل أن أعرف الفرق التى تتصارع للهرب من تلك الدائرة، كان ذلك فى سلسلة مقالات عقب الثورة مباشرة، فى إطار الحلم بأن كل شىء مظلم يمكن أن يتغير، ونشرت هنا فى 6 حلقات، وكان منها بعنوان: «مقترح تطوير وإصلاح الدورى العام» وجاء فى المقال ما يلى: «من مظاهر الخلل أن يضم الدورى بدرجتيه الممتازة والثانية 26 فريقا للشركات من 64 بنسبة 40.7 % مقابل 33 فريقا جماهيريا من 64 بنسبة 51.05 % فيما هناك 3 أندية خاصة من 64 فى المسابقتين بنسبة 4.7%.. علما بأن مسابقة الدورى الممتاز الحالية تضم 6 فرق جماهيرية. وتضم 8 فرق تمثل شركات وهيئات. بجانب فريقين للقطاع الخاص ووضعنا الحلول والمقترحات باعتبار أن دورى المحترفين فى الطريق. ●●الحديث الآن صاخب ومشتعل حول الهبوط واحتمالات إلغائه.. ومن أيام أول رئيس لاتحاد الكرة وهو جعفر ولى باشا، لم يتغير شىء فى كرة القدم أو فى مصر.. القرارات بطيئة، والقضايا تبدو واحدة ، دورى مجموعة أم مجموعتين، احتراف أم هواية ، رياضة مدرسية أم فى أندية، بند 8 سنوات أم رئاسات ومواقع مفتوحة بلاقيود.. فساد وبيع مباريات وتفويتها أم أنها كرة القدم ونتائجها العجيبة.. يبقى أحمد حسن فى الأهلى أم يذهب للزمالك..هبوط أم لا هبوط..؟ ●●يكفى درس ريفربليت الأرجنتينى أحد أكبر الأندية فى الأرجنتين إلى دورى الذى هبط إلى الدرجة الثانية للمرة الأولى فى تاريخه منذ تأسيسه عام 1901، وهو صاحب الرقم القياسى فى الفوز بالبطولات المحلية لكنه عانى من مشكلات مالية عنيفة. ولم يتحدث أحد عن عدم هبوطه لأنه الكبير وصاحب الشعبية والقطب الثانى المنافس لفريق بوكا جونيورز.. وعلى الرغم من مظاهرات الغضب التى اندلعت عوقب النادى بنقل 20 مباراة خارج أرضه فى الدرجة الثانية وبدون جماهير. ●●لكن بعد هذا كله أتوقف أحيانا أمام هذا الهجوم الضارى على اتحاد الكرة، وأتوقف عند المهاجمين الذين يظنون أن الهجوم شجاعة، والسباب شجاعة، والتشويه شجاعة، بينما هم يقفون انتباها أمام لاعبين نجوم أو مدربين نجوم.. وأحيانا أعذر الاتحاد، لأن عليه أن يمارس السياسة، أو هكذا تربى كثير ممن يجلسون على مقاعد القيادة. بعضهم، وهم الأغلبية فى كل المواقع، يكون مثل سائق جرار أو سيارة نقل، بطىء الحركة والقرار، ويعطى إشارة يمين، ثم يدخل شمالا. وبعضهم وهم الأقلية، عليه اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة مثل طيار طائرة مقاتلة فى معركة، أمثال هؤلاء القادة عملة نادرة الآن.. لكن فى مواقع القرار قد تكون هناك حسابات ومواءمات.. والنتيجة هى قرارات تبدو مثل اختيارات قادة سيارات النقل البطىء. ●●مضى بنا العمر ونحن نبذل جهودا مضنية كى نؤكد أن الصواب صواب وأن الخطأ خطأ، وأن النفاق فساد، وأن الضمير لا يموت، وأن الكذب حرام.. هل هذا معقول؟!!