أظهرت دراسة كندية نشرتها هذا الأسبوع مجلة "ساينس" الأمريكية على الإنترنت أن اللون الأحمر يحفز الانتباه خصوصا في المهام المرتبطة بالذاكرة في حين يشجع اللون الازرق على الإبداع. ويمكن أن تكون نتائج هذه الدراسة مفيدة في مجال الإعلانات وتعليمات الاستعمال المصاحبة للأدوية أو في ديكور المكاتب أو قاعات الدراسة ، بحسب جولييت زهو التي تدرس مادة التسويق في جامعة بريتيش كولومبيا في غرب كندا. وتنصح زهو - التي أنجزت هذا البحث مع الطالب رافي ميهتا الذي يعد رسالة دكتوراه - المعلنين الذين يبيعون منتجات مبتكرة باستخدام اللون الأزرق في حين أن اللون الأحمر سيدفع المستهلكين إلى مزيد من الانتباه إلى التحذيرات الخاصة بالمنتجات المختلفة. وقالت زهو إن دراسات سابقة انتهت بنتائج متناقضة بشأن تأثير الألوان على المخ لأنها لم تربط الألوان بمهام محددة. وأجرى الباحثان تجارب شملت 600 طالب يعملون على أجهزة كمبيوتر مع خلفية شاشة حمراء وزرقاء وبيضاء , واكتشفا أن الأداء يختلف باختلاف الألوان والمهام. وقالت زهو لوكالة فرانس برس إن اللون الأحمر يحسن الأداء واليقظة لدى إنجاز مهام تستدعي الانتباه ذلك لأن هذا اللون يرتبط في الذهن بالاشارات الضوئية للمرور وحالات الطوارىء والخطر. ويُحسن اللون الأحمر أداء الطلاب بنسبة تصل إلى 31 % مقارنة بالأزرق في المهام التي تستدعي انتباها خاصا مثل تصحيح نصوص. أما اللون الأزرق فإنه يشجع على الإبداع لأن الناس تربط هذا اللون "بالمحيط والسماء والحرية والسلام". غير أن الباحثة أشارت إلى أن رد الفعل على الألوان ليس فطريا بل يتم اكتسابه من خلال الحياة اليومية ويمكن أن يختلف من منطقة إلى اخرى. وقالت زهو : "أنا من الصين حيث يرتبط اللون الأحمر بالازدهار , واعتقد أن ردود الفعل على الألوان هناك ستكون مختلفة".