تقدم الصحافة الغربية دائما تصنيفات حول أهم مائة شخصية، أو أغنى أغنياء العالم، والأكثر أناقة، أو الأشد تأثيرا، لكن مجلة فورن بوليسى خرجت أمس بتصنيف لأهم رموز الثورة للعام 2011، وذلك بمناسبة احتفال الولاياتالمتحدة بيوم استقلالها عن الاستعمار البريطانى فى الرابع من يوليو. واقتبس تقرير المجلة الأمريكية قول الناشط المصرى، والمسئول السابق بشركة جوجل وائل غنيم عندما قارن الثورة بموسوعة ويكيبيديا، حيث إن «الجميع يسهم فى المحتوى، لكنك لا تستطيع معرفة أسماء المشاركين». وهذا بالضبط ما حدث فى الثورة المصرية، التى احتشد لنجاحها الملايين، وصار من المستحيل أن نعرف من هم. «الجائزة» لأهم الرموز الثورية للعام 2011، هى «لا أحد»، أى ليس هناك فائز فرد، بل هى شعوب وأمم. لهذا تنافس عند كاتب التقرير عدد من الرموز أفرادا ومجموعات، مثل غنيم والتونسى محمد البوعزيزى، مع سائقى الشاحنات فى مدينة شنغهاى الصينية، ونساء بلدة بارباكوس الكولومبية، وثوار التقشف اليونانيين. ووفقا للمجلة فإن ما يرشح البوعزيزى لنيل جائزة الرموز الثورية هو تفجيره لأولى ثورات الربيع العربى، ليسقط أول الديكتاتوريين العرب الرئيس المخلوع زين العابدين ابن على فى الرابع عشر من يناير 2011، أما غنيم فكان على النقيض من ذلك، حيث بدأ نشاطه عندما أسس صفحة كلنا خالد سعيد على موقع التواصل الاجتماعى الأشهر فيس بوك، منتصف العام الماضى، لتنضم لصفحات الحراك السياسى المصرى التى سبقت سقوط الرئيس حسنى مبارك فى 11 فبراير الماضى. لكن إذا كان العالم العربى قدم فى هذه «المسابقة أو التصنيف»، أشخاصا بعينهم، إلا أن أماكن أخرى من العالم قدمت مجموعات احتجاجية، مثل نساء بلدة بارباكوس الكولومبية اللواتى قدن مسيرة مشيا على الاقدام لربط بلدتهم بأقرب مدينة بها خدمات علاجية، وهو ما اعتبرته المجلة نوعا جديدا من النظال الاجتماعى لتحقيق مطالب صغيرة تؤثر بعمق فى المجتمع. ومثلهم كان سائقو الشاحنات فى شنغهاى، عاصمة الصين الاقتصادية، الذين أضربوا احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، ما دفع عمال الموانئ المحلية لخوض إضرابات احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة. وتنبع أهمية هذه الحركات من أن الصين مقبلة على تغيير القيادة العام المقبل، فى ظل خوف شديد من عدوى الربيع العربى، التى منعت أى إشارة إليه فى إعلامها الوطنى. فى المقابل، يشتبك الطلاب والاتحادات العمالية فى اليونان مع الحكومة فى معركة سياسية لمناهضة خطة التقشف المدعومة من الاتحاد الأوروبى، والمرفوضة شعبيا. ورغم إقرار الخطة، إلا أن نضال اليونانيين، ونظرائهم البريطانيين، يمكن أن يكون بداية مواجهة الرأسماليين الجشعيين، الذين أدت تصرفاتهم المالية لوصول عدد من بلدان العالم إلى شفا الإفلاس، بحسب المجلة الأمريكية.