أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعلن على الأرجح غدًا الأربعاء قراره بشأن المرحلة الأولى لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. ومن المقرر بدء تنفيذ الخطة الشهر المقبل، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس أوباما يراجع خياراته وعلى وشك اتخاذ قرار نهائي. ويصل عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان حاليا إلى نحو مئة ألف جندي بعد أن قرر أوباما في ديسمبر 2009 إرسال 30 ألف جندي إضافي للتصدي لحركة طالبان. ووعد أوباما بأنه اعتبارا من شهر يوليو 2011 ستبدأ عملية انسحاب الجنود الأمريكيين من أفغانستان. لكن البيت الأبيض لم يكشف عن جدول زمني محدد لخطة الانسحاب بينما أكدت تصريحات قادة البنتاغون بأن العملية سترتبط بالتقدم في الأوضاع على الأرض. ويفضل القادة العسكريون الأمريكيون بأن يتم تخفيض القوات تدريجيًا، لكن عددًا من مستشاري الرئيس يطالبون بإعادة أعداد كبيرة من الجنود على مدى الشهور القليلة القادمة. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي سيغادر منصبه قريبا قد أعلن مؤخرا تحقيق ما وصفه ب"تقدم جوهري" على الأرض في أفغانستان. لكن غيتس قال خلال اجتماع مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي( الناتو) في بروكسل إن هذه "المكاسب" مهددة إذا لم يتم المضي قدما في خطط نقل المهام الأمنية إلى القوات الأفغانية" بشكل منظم ومنسق". ويوم الأحد الماضي، أقر غيتس وللمرة الأولى بإجراء اتصالات مع حركة طالبان في أفغانستان. ويرى محللون أن أوباما يتعرض لضغوط سياسية داخلية لتسريع الانسحاب من أفغانستان على اعتبار أنه تم تحقيق"مكاسب أمنية". وأرسل نحو 27 من أعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري رسالة إلى أوباما الأسبوع الماضي تطالبه باستراتيجية جديدة في أفغانستان. ويقول مراسلون إنه بالرغم من إقرار الكثير من الأفغان بضرورة وجود القوات الدولية لقتال حركة طالبان، إلا أن السخط الشعبي يتزايد تجاه استمرار بقاء هذه القوات. وبعد مرور نحو عشر سنوات على بداية الحرب وصلت الخسائر في صفوف المدنيين إلى أعلى مستوى لها، ورغم أن اللوم يقع على هجمات طالبان في معظم هذه الخسائر إلا أن سقوط ضحايا في عمليات للقوات الدولية بقيادة حلف الناتو تزايد في الآونة الأخيرة. ومن المتوقع نقل كامل المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية بحلول عام 2014.