يعرض وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، على الإدارة الأمريكية الأسبوع المقبل تسوية تقضى بإزالة البؤر الاستيطانية فى الضفة الغربيةالمحتلة مقابل استمرار «النمو الطبيعى» للمستوطنات القائمة. فيما اقترح عضو اللجنة المركزية بحركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح)، أحمد قريع، منح الجنسية الفلسطينية للمستوطنين اليهود الذين يتمسكون بالبقاء فى الضفة. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أن باراك سيجتمع فى واشنطن مع نظيره الأمريكى، روبرت جيتس، ووزيرة الخارجية، هيلارى كلينتون، ومستشار الأمنى القومى، الجنرال السابق جيمس جونز، حيث سيتقدم ب«تسوية» اتفق عليها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع مساء أمس الأول. وتعرض هذه التسوية على واشنطن أن تزيل إسرائيل البؤر الاستيطانية ال26 «غير القانونية» فى الضفة خلال بضعة أسابيع، مقابل استئناف «النمو الطبيعى» للكتل الاستيطانية القائمة، أى بناء وحدات سكنية جديدة لأبناء المستوطنين داخل حدود المستوطنات، مع التشديد على أنه لا نية لبناء مستوطنات جديدة. وكان الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، قد شدد خلال لقائه مع نتنياهو بالبيت الأبيض فى الثامن عشر من الشهر الحالى، على ضرورة وقف كل الأنشطة الاستيطانية، استجابة لخطة «خارطة الطريق» التى طرحتها اللجنة الرباعية الدولية للسلام عام 2003. على الجانب الآخر، وقبيل استقبال الرئيس أوباما لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، غدا الخميس، شدد أحمد قريع فى مقابلة مع صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية نشرتها أمس، على أن مستوطنات «معاليه أدوميم» و«آرييل» و«جفعات زئيف»، التى تريد إسرائيل الاحتفاظ بها فى إطار أى اتفاق سلام، يجب أن تظل فى نطاق السيادة الفلسطينية. وقال إن «أى اتفاق يجب أن يضمن تواصل أراضينا. اتركوا المناطق التاريخية فى أيدينا، خاصة القدس، وأيضا المصادر الطبيعية، وبخاصة الماء». وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تخلى سكان مستوطنة «آرييل»، البالغ عددهم نحو 35 ألفا، أجاب قريع بأن السلطة الفلسطينية على استعداد لمنح هؤلاء المستوطنين الجنسية الفلسطينية مع احتفاظهم بالجنسية الإسرائيلية فى حال رفضوا المغادرة. وأضاف عضو اللجنة المركزية فى فتح: «قالت لى (وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة) كوندوليزا رايس، إنها تتفهم موقفنا بشأن آرييل، ولكن معاليه أدوميم موضوع مختلف. قلت لها و(لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبى) ليفنى، إن هؤلاء الذين يسكنون فى معاليه أدوميم أو آرييل، ويفضلون البقاء فى منازلهم، يمكن أن يعيشوا تحت الحكم والقانون الفلسطينيين. تماما مثل العرب الإسرائيليين الذين يعيشون بينكم»، أى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1948. وأضاف أن «إسرائيل أخلت المستوطنات فى ياميت وقطاع غزة. كل رؤساء الحكومات الذين تفاوضوا مع سوريا، بمن فيهم نتنياهو وافقوا على إخلاء المستوطنات فى هضبة الجولان. إذن لماذا من الصعب جدا عليكم إخلاء المستوطنات فى الضفة الغربية؟». ويقيم نصف مليون يهودى فى مستوطنات وبؤر استيطانية أصغر حجما، بنتها سلطات الاحتلال فى الضفة والقدسالشرقية العربية، وكلها أراضٍ تحتلها إسرائيل منذ حرب يونيو 1967.