أعلن دبلوماسيون، اليوم الجمعة، أن الوفود المشاركة في مؤتمر الأممالمتحدة حول مرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) اتفقت على إعلان يهدف إلى وضع نهاية لحالات انتقال المرض من الأمهات إلى الأجنة وتقديم العقاقير المضادة للفيروسات الارتجاعية إلى 15 مليون مريض بالإيدز في الدول النامية بحلول عام 2015. وأشارت التقديرات إلى أن 370 ألف مولود أصيبوا بفيروس "اتش. آي. في" المسبب للإيدز في عام 2009. ويلزم الإعلان الذي يتألف من 17 صفحة، الحكومات بإبداء الإرادة السياسية لتحقيق هذه الأهداف بحلول عام 2015. ومن بين الأهداف التي يتضمنها الإعلان خفض حالات انتقال عدوى الإيدز بين الأشخاص الذين يتعاطون مخدرات عن طريق الحقن إلى النصف. ويهدف الإعلان إلى تكثيف الجهود العالمية الرامية إلى استئصال مرض الإيدز والتشجيع على "مواصلة الالتزام السياسي ومشاركة القادة في الاستجابة الشاملة على الصعيد المجتمعي والمحلي والوطني والإقليمي والدولي، والقضاء على وباء الإيدز وتخفيف حدة آثاره". من جانبه قال ميشيل سيديبيه، المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز: "نعتقد أنه بحلول عام 2015، يمكن أن يولد الأطفال في كل مكان دون أن يصابوا بفيروس اتش. آي. في، وتظل أمهاتهم سالمات". وأضاف سيديبيه أن الأهداف الجديدة "واقعية ويمكن تحقيقها". ومن المقرر اختتام أعمال المؤتمر الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، اليوم الجمعة، وسط توقعات بتبني الإعلان السياسي، وهو الثالث من نوعه منذ عام 2001 عندما عقدت الأممالمتحدة أول قمة لها حول الإيدز. ويذكر أن أول مرة يتم فيها اكتشاف هذا المرض كانت في الخامس من يونيو 1981 بالولايات المتحدة. كما تعهدت الحكومات في الإعلان بتكثيف الجهود الرامية إلى زيادة متوسط أعمار جميع المصابين بفيروس اتش. آي. في ومستوى معيشتهم. وتقدم منظمة الصحة العالمية إرشادات بشأن مدى الأهلية لتناول علاج فيروس "اتش. آي. في"، والتي تستهدف في المقام الأول المصابين في الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة. وقال الإعلان إن هناك "قلقا بالغا" من أن التمويلات المخصصة لبرامج مكافحة الإيدز لا تزال قليلة للغاية مقارنة بالعدد الهائل للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض. كان حجم الإنفاق في برامج مكافحة الإيدز بلغ 16 مليار دولار في عام 2010، مقابل 8ر1 مليار دولار في عام 2001. وأوضحت الأممالمتحدة أن المجتمع الدولي سيحتاج إلى عشرة مليارات دولار سنويا بحلول عام 2015 لتحقيق الأهداف المدرجة في الإعلان. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الأزمة المالية العالمية انعكست سلبا على برامج مكافحة الإيدز، فيما انخفضت التمويلات التي يقدمها المانحون في عامي 2008 و2009. ولفت الإعلان إلى أن الايدز أودى بحياة "ما يقرب من 30 مليون شخص" في الأعوام الثلاثين الماضية. ورغم إحراز تقدم في الرعاية الصحية لمرضى الإيدز ونظرة المجتمع لهم، فإن حالات الإصابة بالمرض وحالات الوفاة الناجمة عنه لا تزال مستمرة. وتشير التقديرات إلى أن هناك حاليا 34 مليون شخص يحملون فيروس "اتش. آي. في"، و16 مليون طفل فقدوا آباءهم بسبب الإيدز، فيما تقع أكثر من سبعة آلاف حالة إصابة بالمرض يوميا، معظمها في الدول الفقيرة، ومن بينهم ثلاثة آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما. وذكر البيان أنه "من المعتقد أن أقل من نصف الأشخاص الذي يحملون فيروس اتش. آي. في فقط على دراية بإصابتهم بالمرض".