يمثل نشر الوعي بقضايا المرحلة التي تشهدها مصر حاليا، خاصة فيما يتعلق بالدستور وانتخابات مجلسي الشعب والشورى والقواعد الأساسية للتعامل مع الجيش والشرطة بخلاف الأنشطة الاقتصادية، أول المهام "العاجلة" للهيئة القومية للإعلام التي توصل مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون إلى مقترح بشأنها. ويؤكد المقترح -الذي حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه- أن مهام الهيئة تشمل أيضًا المحافظة على قوة مصر الناعمة من خلال تعزيز الريادة الثقافية لمصر الثورة والاستفادة من الطاقات الإبداعية للطاقات كافة، بالإضافة إلى التأكيد في الخطاب الإعلامي على وحدة النسيج الوطني والمواطنة على أسس من الحقوق والواجبات المتساوية. كما تهدف الهيئة القومية للإعلام -وفقا للمقترح الذي توصل إليه مجلس الأمناء لإعادة صياغة مهامه- إلى الاهتمام بالأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومواجهة التحديات التي تعوق مسيرتها، مثل نشر ثقافة الديمقراطية وتعزيز فكرة قبول الآخر والحوار والعدالة وتعميق الإصلاحات السياسية والمجتمعية وحشد الطاقات الإعلامية لتحقيق هذا الهدف دون خوف أو تخوين أو مزايدة. ومن بين مهام الهيئة -وفقا لنص المقترح- الاستجابة للمتغيرات المتسارعة على مستوى المجتمع المصري والمتغيرات الدولية بما يحقق السبق والملاحقة والمتابعة من قطاعات الشعب كافة، التركيز على الهوية المصرية مع ترسيخ مفاهيم الحداثة والاستنارة والتسامح، بالإضافة إلى إدراك المبالغة غير الصادقة في وصف ما يتم كشفه من فساد.. ومراعاة الضوابط القانونية والمهنية والأخلاقية عند نشر الموضوعات الخاصة بتحقيقات النيابة، واختيار الشخصيات التي تظهر على الشاشة، وفي الصحف من القادرين على صنع التطور، والتي تهتم بالحوار حول المستقبل، ولا تكتفي فقط بالحديث عن الماضي، والتى تحرص على تجنب التطرف والإثارة. وتتضمن أهداف الهيئة المقترحة إبراز الإجراءات التنفيذية لمحاسبة كل من تورط في أعمال إجرامية (سياسية/ مالية/ اجتماعية) بشكل عادل، وليس بغرض الإثارة والتنافس على الربح المادي.. مع الاهتمام بصياغة الأسئلة في البرامج بشكل متوازن، بحيث يكون المستهدف تحقيق رسالة إعلامية أمينة تضمن التعبير عن الرأي والرأي الآخر والاهتمام بتأهيل وتدريب وإعداد كل كوادر العمل الإعلامي القادرين على التعامل بمهنية وثقافة عالية ويتمتعون بالقدرة على المناقشة وخاصة مع وجود تيارات مختلفة. ويؤكد المقترح أن إنشاء الهيئة القومية للإعلام تهدف إلى وجود رؤية وطنية بالتنسيق مع جميع وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، بالإضافة إلى طرح إستراتيجية إعلامية وسياسة تحريرية للعمل الإعلامي بأنواعه كافة. وتتركز أسس عمل هذا الكيان -كما يشير المقترح- على الالتزام بالمصداقية في وسائل الإعلام، ولايسمح بوجود مكان للإعلام الموجه، فضلا عن مواجهة روح الفوضى والتصدي لثقافة التشفي والانتقام. وفيما يتعلق باتحاد الإذاعة والتلفزيون بشكل خاص، فإن الهيئة القومية للإعلام "المقترحة" تقوم بتكليف رئيس الاتحاد بالبحث عن مصادر متنوعة للاستثمار والتمويل، كما تتابع الإجراءات التي يتخذها رئيس الاتحاد لحل المشكلات المالية والإدارية، والانتهاء من إقرار اللائحة الموحدة للأجور مع تحديد مهلة زمنية محددة. وتقوم الهيئة -وفقا للمقترح- أيضًا بمراجعة هيكلة قطاعات الاتحاد المختلفة مع إشراك العاملين به في وضع حلول للمشكلات الموجودة مع هيكلة الخريطة البرامجية وتحديد شخصية لكل قناة وأسلوب عملها، بالإضافة إلى بدء إعداد خطة تدريبية جادة ومستمرة لجميع العاملين وتحديث برامج التدريب على أن يكون معيار الترقية ومنح الحوافز والمكافآت هو اجتياز هذه الدورات. يذكر أن مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون الذي شكل الشهر الماضي بقرار من الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، يضم اللواء طارق المهدي، وأحمد المسلماني، وحمدي قنديل، ودرية شرف الدين، وسكينة فؤاد، وسلامة أحمد سلامة، وفاروق شوشة، وفاروق جويدة، وفريدة الشوباشي، ولبيب السباعي، ولويس جريس، والدكتور محمود العزب.