يبدأ الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، غدا الجمعة، زيارة لجوهانسبرج بجنوب أفريقيا نيابة عن المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لرئاسة وفد مصر في القمة الثلاثية الثانية لتجمعات الكوميسا، والساداك، ومجموعة شرق أفريقيا، وتستغرق أعمال القمة يومين، ويستهدف القادة المجتمعون بحث كيفية إدماج اقتصاديات التجمعات الجغرافية الثلاثة من خلال تنسيق اتفاقيات التجارة التفضيلية الموقعة داخل كل تجمع، وكذلك اتحاداتها الجمركية، وبما يحقق عملية الإندماج الاقتصادي الأفريقي المنشود بعد ذلك بين التجمعات الجغرافية الست التي ستتكامل فيما بينها لتحقيق هدف أفريقيا الواحدة. وتأتي مشاركة الدكتور شرف في هذا التجمع الأفريقي الهام لتعبر عن حرص مصر الثورة على دعم وتطوير علاقاتها التاريخية بدول القارة الأفريقية بوصفها إطار للتفاعل وتحقيق الأهداف السياسية والإقتصادية المنشودة. وأكد الدكتور شرف أن مشاركته على رأس وفد مصري متخصص من الخبراء وبوصف مصر عضوا فاعلا في إحدى هذه التجمعات الثلاث، وهو تجمع الكوميسا، سيتيح لمصر تعزيز مسيرة التكامل الاقتصادي مع الدول الأفريقية الشقيقة، وسيتيح فرصة التعرف على فرص التعاون مع هذه الدول وبحث المشروعات الاستثمارية المتبادلة، كما ستتيح المشاركة المصرية فرصة عقد لقاءات ثنائية مع دول التجمع الثلاثي تلك، والتي تضم اقتصاديات هامة وبازغة في القارة. وأضاف الدكتور شرف -في بيان صدر عن مجلس الوزراء بهذا الصدد اليوم- أنه سينقل للقادة والرؤساء تحيات المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وسينقل كذلك للحضور عودة الاقتصاد المصري وبفاعلية لتبوء مكانته المستحقة، وتفاعله مع اقتصاديات القارة الأفريقية، وإصرار مصر ما بعد 25 يناير على تعميق الأواصر مع دول القارة ودفع هدف الاندماج الاقتصادي. وأضاف الدكتور شرف أنه سينقل للمسؤولين والقادة الأفارقة رسالة تؤكد سلامة مناخ التجارة والاستثمار في مصر في المرحلة القادمة على أسس الشفافية والحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية، وبهدف إقامة دولة القانون وإرساء دعائم الديمقراطية وبناء الدولة العصرية المدنية الحديثة. وكان القادة الأفارقة قد اتفقوا على اختيار مصر لإلقاء كلمة الشكر نيابة عنهم لشكر الدولة المضيفة ممثلة في رئيس وحكومة جنوب أفريقيا، هذا وسيلقي الدكتور شرف كلمة مصر أمام القمة، والتي ستؤكد التزام مصر بتجمع الكوميسا وبعملية دمج التكتلات الأفريقية الثلاث، والتي تضم دول حوض النيل، مما يعطيها أهمية استراتيجية خاصة. وتجمع الكوميسا الذي يضم مصر هو تجمع لدول شرق وجنوب القارة، ويضم 19 دولة، وتعد مصر من مؤسسيه، وتجمع شرق أفريقيا، ويضم معظم دول حوض النيل وشرق القارة، أما الساداك فيضم الجنوب الأفريقي بزعامة جنوب أفريقيا. وسيلتقى د.شرف بالرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، حيث سيسلمه رسالة خطية من المشير محمد حسين طنطاوي، وسيلتقي كذلك بعدد من المسؤولين والقادة الأفارقة المشاركين، وكذلك بالسيد سند يسيوننجوينيا سكرتير عام تجمع الكوميسا. تجدر الإشارة إلى أن زيارات د.عصام شرف الخارجية، ومنها زياراته الأخيرة إلى إيطاليا وفرنسا وبعض دول الخليج، تتكامل مع أهداف هذه الزيارة في عرض مناطق الجذب في الاقتصاد المصري والترويج لفرص الاستثمار فيه بعد الثورة، وحث القادة والبلدان الصديقة على التفاعل الإيجابي مع مطالب مصر الاقتصادية من خلال الشراكة والتعاون والاستثمار، مما يحقق مصالح الجانبين، ويخدم عملية التنمية في مصر بشكل دائم ومستدام. وكانت لقاءات د.شرف الأخيرة في قمة دوفيل لمجموعة الثمانية ولقاءاته مع قادة دول العالم الصناعية الكبرى وسيلة فعالة للترويج للاقتصاد المصري، والتأكيد على أن دول العالم الخارجي عندما تدعم الاقتصاد المصري وتحوله نحو الديمقراطية هو استثمار في المستقبل ودعما للتحولات الإيجابية التي تشهدها المنطقة العربية وإرساء لدعائم الاستقرار في المنطقة التي يشكل استقرار ونجاح التجربة المصرية حجر زاويتها. وقد عبر قادة تلك الدول، سواء العربية أو الأجنبية، عن قناعتهم بذلك وإيمانهم بصدق الخطى والتحرك المصري الجاد نحو إرساء دعائم الديمقراطية في المرحلة القادمة التي يرعاه الجيش والشعب جنبا إلى جنب مع أطياف المجتمع كافة.