نظمت مكتبة معهد العالم العربي بباريس لقاء حول أدب نجيب محفوظ، بمناسبة مرور مائة عام على مولد الأديب الكبير، في إطار فعاليات برنامج "لنقرأ لكم" للعام الحالي، الذي تنظمه وزارة الثقافة الفرنسية. وفي كلمته، رصد الطيب ولد العروسي، مدير مكتبة معهد العالم العربي، غزارة إنتاج نجيب محفوظ، إذ صدرت له 35 رواية، و15 مجموعة قصصية، تحولت إلى موضوع للكثير من الدراسات الأكاديمية في الغرب والشرق، وجعلته من أهم الروائيين العرب، فيما تحولت بعض رواياته إلى أعمال سينمائية، وتلفزيونية ومسرحية، وترجمت لعدة لغات. وقدم البروفيسور بطرس حلاق، الأستاذ بجامعة السوربون، مداخلة بعنوان "نجيب محفوظ قراءة في أعماله"، تطرق فيها إلى ولادته وبداية اهتمامه بالكتابة في الإعلام والصحافة، ثم كتابة القصة والرواية. كما رصد تقديم محفوظ لصورة ابن الحارة، وابن الحي وابن المدينة، بأسلوب واقعي، مشددا على أن كتاباته قد اتسمت بالبحث والمناداة وتشجيع الحرية، التي اعتبرها أساسية في حياة وتقدم الناس، بقدر ما اعتبر حرية الكلام والإبداع من ضمن ينابيعها الجوهرية. وتطرق بطرس حلاق إلى رواية "أولاد حارتنا"، حيث يلتقي البعد الفلسفي والوجودي والإنساني، وتتجلى العدالة التي يتوق الإنسان لتحقيقها. أما سلوى بن عبيدة، الأستاذة بجامعة باريس، فتناولت مسألة المكان عند نجيب محفوظ، لتخلص في النهاية إلى أن القاهرة -بأحيائها وشوارعها وأزقتها ومبانيها- تأخذ حصة الأسد في أعماله الروائية. كما أكدت على "الحارة" التي تعتبر محور ما كتبه نجيب محفوظ من أعمال، والتي تتخذ في رواياته أبعادا تجعلها ملخصا للعالم كله. أما الجزء الثاني من الأمسية، فقد خصص لقراءة ممسرحة لقصة "الرحلة" المستمدة من المجموعة القصصية "خمارة القط الأسود"، والتي قرئت باللغتين العربية والفرنسية، بمصاحبة موسيقى حية رصدت وجسدت المناخ العام والخاص للأحداث التي تسردها القصة. وأشرف محمد سيف، المخرج المسرحي العراقي المقيم بفرنسا، على إعداد ومسرحة القصة، وقدمتها فرقة "الكلام العابر" العربية الفرنسية.