توجد فى الفترة الأخيرة مجموعة من المواقف التى تثير التساؤلات و تضع العديد من علامات استفهام التى لا إجابة لها حتى الاّن. الموقف الأول عن خبر نشر عن مناظرة بين الأحزاب الليبرالية انتهت بثلاث قرارات من الأحزاب المشاركة فى المناظرة فقد أعلن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى منافسته على 100 مقعد فى البرلمان وأعلن حزب المصريين الأحرار أنه يطمح للحصول على 30% من المقاعد على الأقل, و جاء الدور على جزب الجبهة الذى رأى أنه سيكتفى بالمنافسة على 80% من مقاعد البرلمان من مبدأ المشاركة لا المغالبة! وتأتى علامة الاستفهام من موقف أتذكره من جماعة الاخوان المسلمين عندما أعلنت مشاركتها بنسبة محددة فى البرلمان بغض النظر ما هى هذه النسبة سواء كانت 40 أو 50 أو حتى 100% و جميعنا نعلم الحرب التى قامت عليهم بسبب ذلك الموقف لأسباب كثيرة فما الفارق بين الموقف الأول و الثانى و بين تعامل الإعلام مع الموقف الأول والثانى, لا أعلم هذه أول علامة استفهام. الموقف الثانى عن لقاء مع د/عمرو حمزاوى الباحث السياسى الليبرالى أجراه معه الإعلامى الوطنى عمرو أديب الذى يحب تراب مصر ولا يريد تركها لكندا أو غيرها و كان رأى د/عمرو حمزاوى فى الزواج المدنى أنه لا مانع من زواج المسيحى من مسلمة لأن هذا-من وجهة نظره- من مبادئ الليبرالية التى نسعى لها, علامة الاستفهام لا تأتى من موقفه فهوه حر فى رأيه و نحترمه حتى إن كان خاطئا و لكن الغريب عدم وجود أى ضيق من هذا التصريح فى الجرائد أو فى البرامج التلفزيونية المختلفة على الرغم أن الشيخ محمد حسين يعقوب عندما قال فى درس فى أحد المساجد الذى لا يعرض على أى قناة تلفزيونية ولا يشاهده أحد سوى الحاضرين فى المسجد كلمة "غزوة الصناديق" قامت الدنيا ولم تقعد لماذا ! لا أعلم أيضا فهذه علامة استفهام ثانية. الموقف الثالث عن الفتيات غير المحجبات فقد انتشرت شائعة كاذبة بأن السلفيين قرروا تشويه وجوه غير المحجبات بمياه النار وتفشت هذه الشائعة بصورة مبالغ بها بل وصل الأمر إلى أن بعض الفتيات فى بعض المدن قرروا عدم النزول إلى الشارع خوفاً من بطش السلفيين بهم و مرت الأيام و لم يحدث شئ و على الجانب الاّخر خلال اعتصام الأقباط بماسبيرو ظهرت شائعة أيضاً بأن الأقباط لا يسمحون بمرور المسلمين وأنهم إذا رأوا محجبة تمر يعتدون عليها ويرغمونها على خلع الحجاب وهى إيضا شائعة كاذبة والدليل دخول نوارة نجم الصحفية المحجبة إلى الميدان واعتصامها مع الأقباط, علامة الاستفهام لا تأتى من مدى صدق أو كذب احدى الشائعتين, فالشائعتان قد ثبت كذبهما ولكنها تأتى من طريقة تعامل الإعلام مع الشائعة الأولى و ترويجه لها على كل صفحات الجرائد و فى كل البرامج الحوارية و تعامله مع الشائعة الثانية و عدم التحدث عنها تقريبا نهائيا,و السبب مجهول, علامة استفهام. العديد و العديد من علامات الاستفهام الأخرى التى لا إجابة لها و لكن لا يتسع لها المجال هنا ولكنها جميعا تصب فى تساؤل واحد وهو مدى نزاهة الإعلام المصرى الذى تحول إلى مصاطب يتحدث فيها شخص واحد ورأيه هو الصواب و ما دونه فهو مخطئ.. والله أعلم.