أكد الفنان عزت العلايلي ل"بوابة الشروق" أن "الأديب نجيب محفوظ قيمة فكرية عظيمة جدا، وإنسان مصري حقيقي، عكست كل كتاباته مصريته، فقد تغلغل في الحارة المصرية، بل تخصص فيها، ما أوصله إلى العالمية"، مضيفا، أنه من "أكثر الممثلين الذين عملوا أدوارا لأعمال نجيب محفوظ، فقد عمل لنجيب محفوظ في 5 أفلام سينمائية، و5 أعمال تليفزيونية، وواحدة في الإذاعة وأخرى في المسرح"، كما تمنى أن يكون نجيب محفوظ حاضرا تلك الأيام ليقرأ لنا الثورة المصرية بعيون ناقد خبير متعمق في الفكر والشخصية المصرية. جاء ذلك في الندوة التي نظمتها لجنة القصة، تحت إشراف الكاتب خيري شلبي، مقرر لجنة القصة، وبرعاية كل من الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة، والدكتور عز الدين شكري، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وجاءت الندوة تحت عنوان "سينما نجيب محفوظ"، والتي أقيمت في قاعة المؤتمرات بالمجلس أمس الأربعاء. وأدار الندوة الكاتب يوسف القعيد، وشارك فيها الناقدة أماني فؤاد، والناقد محمود قاسم، والمخرج توفيق صالح، والناقد السينمائي سمير فريد، والفنانة معالي زايد، والفنان عزت العلايلي، والناقد السينمائي كمال رمزي، والمخرج هاشم النحاس، وافتتحت بعرض فيلم لنجيب محفوظ بعنوان "رموز مصرية" للمخرج هاشم النحاس، من إنتاج قناة دريم في ديسمبر 2004، وعلق يوسف القعيد عليه بعد نهايته، "أن الفيلم منع من الإذاعة في ال"بي بي سي"، لأن نجيب محفوظ وجّه الكلمة الأخيرة إلى أمريكا قائلا: إذا أردت أن تحكمي العالم فبالعدل، وليس بالقوة". مرحلة ما بعد "الثلاثية" وقدرته على قراءة الشخصية المصرية وقال توفيق صالح في كلمته: إن "نجيب محفوظ بعد الثلاثية وبدء من (اللص والكلاب) ترك الواقعية، وانشغل بالصراع الفكري"، مذكرا ب"أن أول أفلام محفوظ للسينما كانت (مغامرات عنتر وعبلة) ككاتب للسيناريو، وأول رواياته التي تحولت إلى فيلم سنيمائي كانت (بداية ونهاية)". وتكلمت معالي زايد، قائلة: إنها "محظوظة، لأني تعاملت وتعرفت على نجيب محفوظ، فمثلت (حميدة) على المسرح في (زقاق المدق)، وقمت بدور (زنوبة) في الثلاثية، ومن منا ينكر حضوره القوي وسرعة بديهته"، وتحدثت عن مدى صعوبة شخصيات نجيب محفوظ المكتوبة بسهولة وحرفية تامة، والتي تقدم إليك نفسها في كلمة واحدة". كما أشاد كمال رمزي بقدرة نجيب محفوظ السحرية على الإصغاء قائلا: "تعلمنا من نجيب محفوظ أن الإصغاء لأي كلام له فائدة، فجعلته يملك عصا سحرية من النور، من يلمسه بها يشع نوره ونراه"، مؤكدا أن "مجيب محفوظ يستطيع بسهولة أن يكتشف قانون الأشخاص، ويصيغها بكلمة واحدة". المشهد الأدبي والمشهد السنيمائي.. والمكان في أفلامه وقالت الناقدة أماني فؤاد: إن "الفكر التأسيسي لنجيب محفوظ قد تأثر بالسيناريو في الكتابة، فنجد وصف المشهد عنده يبدأ من السماء العالية، وينتهي بكوامن الإنسان الداخلية، لذا فأدب نجيب محفوظ مجهز تجهيزا خاصا". ومن جانب آخر، أكد الناقد محمود قاسم أن "أغلب شخصياته محتجزة في أماكنها، ومن يحاول منها الخروج خارج حدود مكانه الذي رسمه نجيب محفوظ إليه في رواياته أو الهرب منها تجده يموت أو ينتهي".