أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الجهاد في الإسلام هو للدفاع عن الحق، وليس لجبر أو إكراه الغير على اعتناق الإسلام، فقد بين القرآن الكريم أنه لا إكراه في الدين. جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر، اليوم الأربعاء، وفد مجلس العموم البريطاني، وقال فضيلته خلال اللقاء إن الجهاد في الإسلام لا يمكن فهمه على أساس حمل الناس على اعتقاد مذهب أو دين معين، وضرب مثالا على ذلك بقوانين الحرب في الشريعة الإسلامية، وكيف راعت كل الظروف التي تحول دون وقوع التجاوزات والمجازر التي نراها اليوم. وأوضح الطيب، أن الإسلام لا يقصي الآخر مهما يكن مختلفا عنا، مشيرا إلى أن معظم ما يعانيه العالم المعاصر يرجع إلى إقصاء القيم الدينية عن الحياة، فقد جرب العالم التكنولوجيا والحضارة العلمية، ولكنه لم ينعم بالسعادة المرجوة، داعيا إلى إقامة حضارة مبنية على القيم الدينية. وأضاف أن الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم هي حلقة متممة وخاتمة لدين الله عز وجل، وهو الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام..)، مشيرًا إلى أن الإسلام هو دين كل الأنبياء، من سيدنا آدم وسيدنا إبراهيم إلى سيدنا عيسى عليهم السلام؛ كلهم كانوا مسلمين. من جانبهم ابدى الوفد البريطاني إعجابه بكلمات الإمام الأكبر، ووصفوها بأنها "كلمات هادية للمنهج الإسلامي الذي يتسم بالاعتدال والسماحة، ووجهوا الدعوة إلى فضيلته لزيارة بريطانيا". وقال الدكتور محمد الشيخ، عضو مجلس اللوردات، إن العالم المعاصر يفتقر إلى الشخصيات الروحية المتزنة التي تريد الخير للإنسانية جمعاء، ودعا الله أن يطيل في عمر الإمام الأكبر حتى يساهم في توجيه الحضارة الإنسانية لما فيه الخير للجميع.