اعتقل رستم محمودوف الذي يعتقد أنه نفذ عملية قتل الصحفية الروسية المعارضة آنا بوليتكوفسكايا في الشيشان، كما أعلنت السلطات المحلية اليوم الثلاثاء، بعد مرور خمس سنوات على هذه الجريمة المدوية التي لم يعرف مطلقا من يقف وراءها. وقالت متحدثة باسم قسم التحقيقات الجنائية في وزارة الداخلية في هذه الجمهورية الواقعة في القوقاز الروسي: "إن قوات وزارة الداخلية الشيشانية قامت بالاعتقال". وفي وقت سابق، صرح محامي ابراهيم محمودوف، شقيق رستم، والمشتبه بتواطئه في عملية القتل، إن إلقاء القبض تم فجر اليوم الثلاثاء في المنزل العائلي على بعد 30 كم إلى غرب جروزني العاصمة الشيشانية، فيما كان المحققون يعتقدون أن المشتبه به هرب إلى الخارج منذ سنوات. وقال المحامي سعيد أحمد ارسامرزاييف لوكالة الفرنسية: "إن رستم رسلانوفيتش أكبر أشقاء محمودوف، اعتقل الليلة الماضية في اتشخوي-مارتان في منزل والديه". وكان ملاحقا بتهمة قتل الصحفية المعارضة آنا بوليتكوفسكايا بالرصاص في أكتوبر 2006 في المبنى الذي كانت تقيم فيه في موسكو. وما زال المحققون يعتقدون أن شقيقيه إبراهيم وجبرائيل متواطئان معه، فيما تمت تبرئتهما في عام 2009، وهما طليقان على غرار مشبوهين آخرين لعدم توافر الأدلة. وبعد هذا الحكم مباشرة، أعيد فتح التحقيق واتهم الأشقاء الثلاثة الشيشان مجددا بارتكاب هذه الجريمة المدوية التي لم يعرف بعد العقل المدبر الذي يقف وراءها. وكانت المحققة الصحفية آنا بوليتكوفسكايا تعمل في صحيفة المعارضة نوفايا جازيتا، وكانت من الصحفيين الروس القلائل الذين نددوا بانتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان، وانتقدوا صراحة تجاوزات نظام فلاديمير بوتين الرئيس الروسي السابق (2000-2008) ورئيس الوزراء حاليا. وكان هذا الأخير أثار الصدمة غداة عملية القتل عندما قال: إن تأثير بوليتكوفسكايا "تافه للغاية"، واعتبر أن قتلها يسيء قبل أي شيء إلى "الحكم في روسيا وفي جمهورية الشيشان". واعتبر صاحب العمل حيث تعمل القتيلة وابنها ايليا أن توقيف الرجل الذي يشتبه بأنه مطلق النار يشكل نقطة ايجابية، لكنهما أضافا إن الاختراق الوحيد الذي يهمهما فعلا هو معرفة العقل المدبر وراءها. وقال دميري مرادوف، رئيس تحرير الصحيفة لوكالة الفرنسية: "نأمل أن يتمكن المحلفون (أثناء المحاكمة المقبلة) من رؤية أن الاتهام على صواب"، وأن رستم هو الذي أطلق النار فعلا. وأضاف "أن هذا الاعتقال سيساعد على معرفة الحقيقة". وقال ايليا بوليتكوفسكي لوكالة الفرنسية بأسف "حتى، وإن ثبت أنه هو (القاتل)، لن نعرف اسم العقل المدبر وراء عملية القتل. هذه المسألة ما زالت مفتوحة". ورأى محامي ارسامرزاييف أن توقيف المشتبه بأنه القاتل سيسمح بتبرئة الأشقاء محمودوف الثلاثة بشكل نهائي. وقال "إن المحققين يقولون إن وجه (مطلق النار) في أشرطة المراقبة هو وجه رستم وسنرى الآن أنه ليس هو". من جهة أخرى، اعتبر المحامي أن الشرطة لم تبد حماسة لتوقيف رستم محمودوف لأنها تعلم أنه بريء. وأضاف "أن المحققين لم يكونوا يريدون توقيف رستم لأن توقيفه سيثبت أنه ليس القاتل". وتابع: "من الواضح الآن أنه لم يكن من الصعب توقيف رستم. صحيح أنه كان يختبئ لكنهم ألقوا القبض عليه في منزله". وأيد رئيس تحرير نوفايا جازيتا هذه النقطة، وقال مرادوف "في الشيشان الجميع كانوا يعلمون مكان وجود رستم الذي كان يخرج ويدخل إلى منزله بانتظام".