أكد المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط "وو سي كه" أن بلاده بحاجة إلى البترول وكذلك الدول المصدرة للنفط بحاجة إلى الأسواق الصينية، منوها إلى أن الغرب دائما ما يبحث عن أخطاء مفتعلة لضرب التنمية الاقتصادية الصينية وزرع الفتنة بين الصين والبلدان النامية . ونقلت صحيفة (الشعب) الصينية اليوم "الثلاثاء" عن وو سي كه قوله - خلال ندوة بعنوان (تأثير تغيرات الوضع في الشرق الأوسط) التي عقدت مؤخرا بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات الأجنبية بشنجهاي - "إن الصين والشرق الأوسط بحاجة إلى بعضهما البعض في قطاع الطاقة، لذا يبقى على كل من يتسلم زمام السلطة في الشرق الأوسط وأفريقيا أن ينظر إلى دور التعاون مع الصين في تنمية بلاده، بالإضافة إلى عدم تدخل الصين في شئونها الداخلية ". وأضاف أن الصين لا تحاول سرقة الموارد ولكنها تسعى إلى تعاون متبادل المنفعة، وهذا هو هدف التعاون الرئيسي وليس "استعمارا" مثلما تدعي وتصفه الدول الغربية، موضحا أن بلاده تستورد 10 % من بترول الدول الأفريقية، في حين يبقى 90 % من النفط يصدر للولايات المتحدة واليابان وأوروبا . وأشار وو سي كه إلى أن البترول الحالي بالمملكة العربية السعودية يمكن الاستفادة منه 90 إلى 100 سنة قادمة، لذا فإن الأمر يتطلب من المملكة إيجاد سوق مستقرة، موضحا أن التطور السريع للصين على المدى الطويل يقابله الطلب على البترول أيضا. وأكد أن المملكة السعودية والصين مستعدان للتوقيع على اتفاقية التعاون لمدة 50 عاما لضمان إمدادات البترول خلال هذه الفترة لبكين، مشيرا إلى أن واردات البترول السعودية للصين تحتل المرتبة الأولى، الأمر الذي يجعل 50 عاما من الإمدادات البترولية يترجم إلى 50 عاما من التعاون الاستراتيجي . ومن ناحية أخري وحول التعاون الصيني السوداني، وصف المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سي كه هذا التعاون بأنه "نموذجا حيا للتعاون المثمر بين بلدان الجنوب"، مشيرا إلى أن التعاون الصيني السوداني جعل السودان تتحول من دولة مستوردة للبنزين إلى دولة مصدرة للبترول مما انعكس على الحياة الاجتماعية فيها للأفضل . وأوضح أن استغلال الموارد البترولية وعدم تركها تحت الأرض يعني إيجاد سيولة للدولة لتكون قادرة على تحسين حياة الشعب، مشيرا إلى أنه على الرغم من استفادة الشركات البترولية الصينية من التعاون الصيني السوداني، إلا أن المصلحة الأولى كانت للسودان.