ابتداء من السابعة مساء اليوم سوف تتوقف الحياة فى شوارع مصر وخاصة فى القاهرة والاسماعيلية والإسكندرية انتظارا وترقبا لمباراة حسم لقب دورى 2008/2009 التى يشهدها ستاد المكس بين الأهلى والإسماعيلى فى اللقاء الفاصل على لقب البطولة الأهم فى الكرة المصرية، فى مواجهة خاصة جدا وفى لحظة مهمة فى تاريخ الفريقين بالدورى. وسوف تبلغ الإثارة ذروتها بحثا عن بطل النسخة 52 من بطولة الدورى فى مباراة تعتبر من الناحية الفنية متكافئة بين الفريقين فى ظل الظروف المتشابهة داخل المعسكرين، بعد أن وصل كل منهما إلى المحطة الأخيرة بعد كفاح طوال الموسم، كان الأهلى الأفضل فى نصفه الأول، بينما تفوق الإسماعيلى فى النصف الثانى ليلحق بركب المنافسة ويستغل تعثر الأهلى فى العديد من اللقاءات ليتساوى معه فى النقاط ولتكون المباراة الفاصلة هى الحل الأخير لفض الاشتباك من خلال 90 دقيقة أو أكثر. المباراة تعنى لفريق الأهلى الكثير بعد أن فقد لقبه الافريقى وخسر كأس مصر ولم يتبق له هذا الموسم سوى درع الدورى ليعوض به ما فات وليكون خير ختام لمسيرة البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى للفريق قبل الرحيل عن مصر بعد مسيرة حافلة بالإنجازات،وهى أيضا تعنى الكثير لجيل من اللاعبين حقق العديد من البطولات ويتعرض الآن لحملة تشكيك فى قدرته على الاستمرار فى الملاعب. وتعنى المباراة للإسماعيلى الكثير أيضا فى ظل اقتناع لاعبيه بأنهم الأفضل على الساحة حاليا وأنهم الأحق بالدرع لإعادة البطولات إلى المدينة الهادئة بعد غياب طويل، وتعنى الكثير للجماهير العاشقة لفريقها ،خاصة ان اللقاء يزداد أهمية وقوة وإثارة كونه فى مواجهة الأهلى. يتأثر الأهلى فنيا فى لقاء اليوم بغياب محمد بركات الذى يعانى من إصابة بشد فى عضلات البطن أبعدته عن مباراة طلائع الجيش الأخيرة، ويغيب ايضا احمد بلال وقد يكون أحمد حسن خارج الحسابات بسبب الإصابة التى تعرض لها نتيجة الحادث المرورى. والاسماعيلى يفتقد جهود عمر جمال أحد أبرز نجومه بسبب الإصابة بقطع فى الرباط الصليبى ،وهو ما يجعل الظروف متشابهة بين الفريقين قبل المباراة إلى حد بعيد فنيا ونفسيا، وهو بالطبع يختلف عما يمكن أن يكون عليه اللقاء بعد انطلاق صافرة البداية التى لا تعترف بكل الظروف التى سبقت المباراة. وسوف تكون المواجهة بين البرتغالى العجوز مانويل جوزيه والبرازيلى المتحمس ريكاردو قمة الإثارة خارج الخطوط، فى محاولة كل مدرب التفوق فنيا على الآخر من خلال طريقة اللعب وكيفية توظيف النجوم فى كل المراكز للوصول إلى الهدف وحسم الدرع. ويظل الوصول الى الوقت الإضافى وأيضا ضربات الترجيح أمرا متوقعا فى ظل الحرص المتوقع من كل فريق خشية ضياع جهد موسم كامل خلال أصعب وأهم اللحظات، وهو ما قد يفرض الأداء الدفاعى والالتزام الخططى بدرجة أكبر من اللعب بتحرر وانطلاق هجومى قد يكلف المغامر لقبا مهما.