طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء قادة في الشرق الأوسط بتطبيق إصلاحات اقتصادية وسياسية قبل أيام من خطاب مهم لتحديد السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة. والتقى أوباما بعاهل الأردن الملك عبد الله لمناقشة التغيرات الكاسحة التي تجتاح المنطقة هذا العام والتي شملت مظاهرات عارمة أطاحت برئيسي مصر وتونس ، وتسببت في اضطرابات مماثلة في ليبيا وسورية واليمن والبحرين. وقال أوباما في استعراض مسبق لخطاب يلقيه اليوم الثلاثاء إن "التحول السريع" الذي يجري حاليا في الشرق الأوسط يجب أن يقابله إصلاحات سياسية واقتصادية للاستفادة من المكاسب وخلق فرص العمل والازدهار للأجيال الصاعدة. وذكر أوباما أن " كثيرا مما يحدث مرتبط بتطلعات الشباب في أنحاء العالم العربي بشأن قدراتهم لتحديد مصيرهم ، والحصول على قدر من التعليم وفرص عمل وأن يكونوا قادرين على تكوين أسرة... ويعني هذا أنه يجب إعادة صياغة الهياكل القديمة التي كانت تعيق قدراتهم عن التقدم". وواجهت الحكومة الأردنية احتجاجات في وقت سابق العام الجاري. وتعهد عبد الله بتطبيق إصلاحات وأقال حكومته في شهر يناير الماضي. وأعرب عاهل الأردن عن امتنانه " لدعم الولاياتالمتحدة وعدد كبير من أصدقائنا دوليا بشأن أن تكون حقا قادرة على إجراء إصلاح بطريقة قوية في بلادنا". وأشار أوباما إلى إن الولاياتالمتحدة تعتزم توفير 50 ألف طن متري من القمح للأردن لمساعدة البلاد في كبح جماح الزيادة الضخمة في أسعار السلع واستقرار الإنفاق اليومي ، وستدعم مبادرات أخرى لمساعدة التنمية الاقتصادية والإصلاحات في الأردن. وقال أوباما إنه " بقدر ما سيكون عبد الله قادرا علي دفع هذه الإصلاحات قدما ، فإن ذلك سيكون أمرا جيدا بالنسبة للأمن والاستقرار في الأردن ، وسيكون جيدا أيضا لتحقيق الازدهار الاقتصادي لشعب الأردن". كما ناقش الزعيمان الصراع في ليبيا ومكافحة الإرهاب وجهود استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وقال عبد الله إن الأردن سيواصل العمل لدفع عملية السلام قدما. وقال أوباما إنه سيجدد الدفع من أجل عملية السلام ، قائلا إنه في ظل كل التغيير الذي يحدث في الشرق الأوسط فإن تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين أصبحت " أكثر أهمية من أي وقت مضى". ويلتقي أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة المقبلة ، ويتوقع أن يلقي خطابا في مؤتمر لجماعة ضغط مهمة موالية لإسرائيل يوم الأحد المقبل. ويعد أوباما لخطاب بشأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ أسابيع. وسيكون هذا الخطاب هو ثاني خطاب رئيسي له في الشرق الأوسط منذ خطابه للعالم الإسلامي في جامعة القاهرة في يونيو 2009 .