من يمتلك وثائق الثورة؟ الصور الفوتوغرافية وكليبات الفيديو التى دفع أصحابها ثمنا غاليا من أجل تسجيل لقطة هنا وتخليد موقعة هناك؟ أسئلة بديهية حول حقوق النشر وحقوق الملكية الفكرية، لكنها تطرح نفسها من جديد مع تنامى الاهتمام بجمع وثائق 25 يناير وحماسة بعض من شاركوا فى الثورة فى اعتبار أن كل ما يتعلق بها أصبح مشاعا للجميع. فقد فوجئ مجموعة من المصورين بالإسكندرية بعرض صورهم فى إحدى قاعات مكتبة الإسكندرية دون أن يكون لديهم أدنى فكرة، ودون أن تتم دعوتهم، بل فوجئوا أيضا ببيع بعض الأقراص المدمجة (سى دى) تضم صورهم مجهلة دون توقيعهم، وأجزاء من فيديو الثورة نشر بعضها على موقع جريدة المصرى اليوم، ولم يحتو السى دى على أى علامة لحقوق النشر، بل كتب على غلافه إعداد د. ممدوح حمزة ود.هالة الطحاوى وأ.محمد مهران، كما صرح المصور أحمد رمضان ل«الشروق». وتوجه بعدها سبعة من مصورى الإسكندرية (أحمد رمضان مستقل ورافى شاكر وأحمد ناجى من «الشروق» ومحمد رفاعى وحازم جودة ومحمد إبراهيم ومحمود طه من «المصرى اليوم») وحرروا محاضر ضد الدكتور ممدوح حمزة، مقرنين بالمحضر السى دى، أى وسيلة النشر التى تمت بدون علم أصحابها واستخدمت فى أغراض تجارية بدون الاعتراف بالحق الأدبى والقانونى لأصحاب العمل المصورين، حيث يباع السى دى بمبلغ خمسين جنيها، كما تم طبع بعض الصور فى شكل كروت ورقية بدون اسم صاحبها، كما أكد رمضان. ولم تتمكن «الشروق» الوصول للدكتور ممدوح حمزة لعرض رأيه حتى مثول الجريدة للطبع. حيث يفسر أحمد رمضان الذى كان يعمل فى جريدة الدستور وله خمس صور ضمن المعرض الذى انتهى فى الإسكندرية فى 30 أبريل الماضى: «مشكلتنا مع د.ممدوح حمزة ليس فى عرضه أعمالنا فى الأقصر ثم فى الإسكندرية ثم من المنتظر أن يطوف المعرض فى الخارج فى بلجيكا وفرنسا وعمان، ولكن المشكلة فى إعطائه الحق لنفسه فى التصرف فى أعمالنا بدون علمنا وبدون احترام حقوق الملكية الفكرية التى تلزمه بأن يأخذ إذنا كتابيا من كل المصورين المشاركين»، أما عمرو نبيل نائب رئيس شعبة المصورين الصحفيين بنقابة الصحفيين، فيفسر الوضع القانونى لهذه الأعمال بأنها تعود لملكية المؤلف المصور الصحفى وللمؤسسة الصحفية التى يعمل بها، موضحا أن مشاركة المصورين فى معرض فنى يعد دعاية بشكل ما لهم وللصحف، التى يعملون بها، أما حين يتعلق الأمر بالنشر فالأمر يخضع لقوانين النشر ولحقوق الملكية الفكرية. ويروى عمرو نبيل الذى يرأس شعبة المصورين الصحفيين بالإنابة بعد استقالة رئيسها أن القصة بدأت حينما دعا الدكتور ممدوح حمزة مصورى الشعبة للاشتراك فى معرض «سجل يا زمان» الذى أقيم بنجاح بالمسرح المكشوف بالأوبرا، وشارك فيه 45 مصورا من الشعبة و10 مصورين بمعرفة المنظمين للحدث. ويعترف عمرو نبيل بقيام ممدوح حمزة، الذى يعد من أكبر أساتذة الهندسة فى مصر والعالم، باللفتة الكريمة، التى قام بها ليلة الافتتاح بمنح جوائز قيمتها 25 ألف جنيه لأفضل 25 صورة بموجب ألف جنيه للمصور، ولكن هذا لا يعد شراء حقوق المنتج الفنى ولا يتيح لمنظمى المعرض أن ينتقلوا به إلى الأقصروالإسكندرية ويقوموا بنشر الأعمال بغرض الربح «حتى وإن كانت لصالح أسر الشهداء، كما قيل لزملائنا فى الإسكندرية الذى فوجئوا بمعرض المكتبة». ورغم الثورة العارمة التى تتملك المصورين ضد أحد المشاركين والداعمين للثورة، إلا أن عمرو نبيل يفسرها بعدم اقتناع البعض حتى يومنا هذا بفكرة حقوق الملكية الفكرية، أما الخطوة القضائية، فسيبت فيها مجلس شعبة المصورين فى غضون أيام قليلة، بعد أن تعذر الوصول إلى الدكتور حمزة، لأن إذا كان الحق الأدبى لا يعوضه شىء كما يتفق على ذلك كل من عمرو نبيل وأحمد رمضان بعد أن بذل المصورين من أنفسهم أثناء الثورة أصيب العديد منهم، ووصلت الإصابات إلى جلطة فى العين لم يشف منها أحمد سعداوى من الجمهورية أو إصابة فى ساق كما حدث لحسام عواجة من الدستور، وكسر كما حدث لأحمد عبداللطيف من «الشروق»، فلن يتهاون المصورون فى حقهم المادى والقانونى؟