أكد مصدر بالسفارة المصرية في باريس تفهم السفارة للظروف الاجتماعية والاقتصادية لأبناء الجالية المصرية هناك، والذين أصر بعضهم على البقاء داخل السفارة لحين تحقيق مطالبه، مذكرا في الوقت نفسه بجهود المسؤولين في السفارة والقاهرة لحل مشكلاتهم. وقال المصدر، في تصريحات له، اليوم الخميس، تعليقا على ما تتداوله وسائل الإعلام، بشأن اعتصام داخل مقر السفارة، إن السفارة نظمت يوم السبت الماضي لقاء مفتوحا بمقرها استكمالا لسلسلة لقاءات الحوار بين أبناء الجالية المصرية فى باريس وممثلى السفارة وعلى رأسهم السفير والقنصل العام وملحق الدفاع. وأوضح أن اللقاء حضره حوالى 170 مواطنا مصريا، وذلك من أجل مناقشة جميع المشكلات، التي يعانى منها المصريون فى فرنسا، والتشاور حول سبل مساهمة السفارة فى حلها إن استطاعت، ونقل هذه المطالب إلى الجهات المسؤولة في مصر مثل وزارتي الدفاع والداخلية للنظر في التجاوب معها، بالإضافة إلى مناقشة الوسائل التي يمكن أن تشارك بها الجالية المصرية بفرنسا فى دعم ومساندة ثورة 25 يناير. وأكد أن النقاش اتسم بإيجابية شديدة وبروح عالية من جميع الحاضرين الذين حرصوا على المشاركة بآرائهم وأفكارهم، موضحا أن الاجتماع انتهى باتخاذ عدد من الإجراءات الإيجابية ووعد من الجميع باستكمال النقاش خلال اللقاء القادم. واستدرك المصدر قائلا "إلا أن مجموعة من أبناء الجالية المصرية المشاركين فى اللقاء أبدوا عدم اقتناعهم بكل ما تم تناوله خلال الاجتماع، وشككوا فى مصداقية ما طرح ورفضوا مغادرة القاعة، وحاول أبناء الجالية المشاركين فى الاجتماع إثنائهم عن ذلك وبدأت المشاحنات، فقررت السفارة على إثرها أن تطلب من أبناء الجالية مغادرة السفارة، وأن من يريد البقاء فهو فى بيته وبين أبناء وطنه ضيفا على السفارة وذلك حرصا على سلامتهم". وأشار المصدر، فى تصريحاته، إلى أنه ما يمثله هذا التواجد من تعد على مؤسسة سيادية للدولة المصرية على الأراضى الفرنسية، فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر للجهود كافة، لحشد الدعم الدولى لمصر واقتصادها، إلا أن السفارة حرصا منها على أبنائها من المصريين وعلى صورة الجالية المصرية أمام فرنسا الدولة المضيف، فقد حافظت السفارة على وجودهم وقامت بتأمينه وسمحت بدخول المواد الغذائية والمياه واحتياجاتهم المختلفة إليهم. وأوضح بأنه فى إطار مساعي السفارة للحوار مع هذه المجموعة، فقد قامت بترتيب لاتصال هاتفى لهم مع مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية من القاهرة، والذى استمع إلى مطالبهم ووعدهم بالاستجابة فيما يتعلق منها بالموضوعات القنصلية، ونقل بقية هذه المطالب إلى الجهات المعنية، "وإن لم يلق هذا المسعى أى استجابة من المجموعة". وأضاف المصدر أنه فيما يتعلق بمطالب المعتصمين بإقالة السفير ونائبه والقنصل ورؤساء المكاتب الفنية، بدعوى وقوفهم ضد ثورة 25 يناير، فإن السفارة تكتفى بالإشارة إلى أن وسائل الإعلام الحديثة تسجل كل ما يقال، وأن كل التصريحات ومشاهد المظاهرات التي تمت أمام السفارة خلال الثورة المجيدة مسجلة بالصوت والصورة، وتثبت أسلوب التعامل الحضاري مع هذه المظاهرات المشروعة.