كشفت دراسة أعدتها الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حول تعذيب الخادمات فى مصر، أن 64% من الخادمات وأبنائهن يتعرضون للإهانة والتحقير والنظرة الدونية من المخدومين، وأن 52% منهن يعانين من كثرة العمل. وأوضحت الدراسة -بالرغم مما تعانيه الخادمات في مصر- فإن 85% من العينة تفضل العمل داخل مصر عن خارجها، بسبب الخوف من عدم الأمان و"البهدلة" في الخارج، وتفضيل الوجود بجانب الأبناء. وكشفت الدراسة عن الواقع الأسري للكثير من الخادمات، حيث جميع العاملات في المنازل بصفة عامة ينتمين إلى أسر فقيرة، وكان الدافع الرئيسي للعمل هو إعالة الوالدين والإخوة منذ مرحلة مبكرة من حياتهن قد تصل لدى البعض منهن إلى سن 9 و10 سنوات، وقبل أن تكون لديهن إمكانيات جسدية تسمح لهن بالقيام بالأعمال المنزلية، كما يتضح أيضا أن غالبية أفراد الأسرة تعمل في مهن فى القطاع غير الرسمي، كما تعمل في سن مبكرة، وبعضها تعمل نساء أسرتها فى مهنة عاملة منزلية، كما جاء بالدراسة أن دخول الزوج في الغالب يكون من 200 جنيه حتى 400 جنيه، وتضيف أنه غالبا ما يتعرض أطفال العاملات إلى الخطر بسبب تركهم بطرق غير آمنة أثناء ذهابهن إلى العمل. واستعرضت الدراسة أن أسباب تنقل الخادمة بين أسرة وأخرى يعود للمعاملة السيئة والتعذيب وسفر الأسرة المخدومة وزواج العاملة، ثم العودة للعمل بعد الزواج، بسبب سوء الحالة الاقتصادية، ووفاة المخدوم والتعرض للتحرش الجنسي. وخلصت الدراسة إلى أن أهم مشكلات الخادمات، أنهن يتعرضن لإيذاء بدني شديد (ضرب- تعذيب)، والتعرض للتحرش الجنسي وإصابات شديدة ناتجة عن العمل (حروق شديدة)، وعدم وجود رعاية صحية سليمة لهن، بسبب تخوف أصحاب المنزل من المساءلة القانونية، والمعاناة من نقص الطعام والإساءات اللفظية، والعمل في منازل تمارس بها أنشطة غير قانونية طوال ساعات العمل، والحرمان من الخروج ومن زيارة الأهل، بالإضافة إلى النوم فى ظروف غير مريحة، وتدنى الأجر الذي وصل فى إحدى الحالات إلى خمسين جنيها شهريا. وأوضحت الدراسة أن 40% من العينة ليس لديها وعي بأن لها أية حقوق، و15% يرون أن الحل هو ترك الأسرة المسيئة، أما عن واجبات الحكومة تجاههن فإن 59% يقصرنه على تنظيم حقهن فى المعاش.