هددت الولاياتالمتحدة في ردها على قتل قوات الأمن السورية 27 محتجا أمس الجمعة، باتخاذ خطوات جديدة ضد الحكومة السورية إذا لم تكف عن قتل وإزهاق شعبها. وقال نشطون حقوقيون إن القتلى كانوا من بين آلاف المحتجين الذين تظاهروا بعد صلاة الجمعة في مدن في شتى أنحاء سوريا من بنياس على ساحل البحر المتوسط إلى القامشلي في الشرق الكردي مطالبين بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد. واتفق الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات ردا على قمع الأسد العنيف للمحتجين والذي يقول نشطون حقوقيون إنه قتل أكثر من 580 شخصا. وقال جاي كارني السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في بيان إن "الولاياتالمتحدة تعتقد أن تحركات سوريا المؤسفة تجاه شعبها تبرر ردا دوليا قويا". "في ظل عدم وجود تغيير ملموس في الأسلوب الحالي للحكومة السورية بما في ذلك وقف قتل الحكومة للمحتجين.. ستقوم الولاياتالمتحدة وشركاؤها الدوليون باتخاذ خطوات إضافية لتوضيح اعتراضنا القوي على أسلوب معاملة الحكومة السورية لشعبها". وفرضت الولاياتالمتحدة في الأسبوع الماضي عقوبات من جانبها ضد بعض الشخصيات في الحكومة السورية. وقال التلفزيون الحكومي السوري إن ضابطا بالجيش وأربعة من رجال الشرطة قتلوا في حمص على أيدي "عصابة إجرامية"، لكن ناشطا آخر هو وسام طريف قال إن شهود عيان أخبروه بأن تسعة من رجال الجيش انشقوا على الأسد في حمص وانضموا إلى المحتجين وربما اشتبكوا مع جنود آخرين. وقال أحد زعماء العشائر المحليين إن أربعة متظاهرين آخرين قتلوا في دير الزور في المنطقة مصدر أغلب إنتاج سوريا من النفط الذي يبلغ إجمالا 380 ألف برميل يوميا. وهذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها قتلى في دير الزور منذ بدأت الاحتجاجات ضد حكم الأسد قبل نحو سبعة أسابيع. وتصاعدت الانتقادات الدولية للأسد الذي مضى في حملته ليحافظ على سيطرة أسرته المستمرة منذ أربعة عقود على السلطة. ووافقت حكومات الاتحاد الأوروبي الجمعة على فرض تجميد للأصول وقيود على السفر ضد نحو 14 مسؤولا سوريا مسؤولين عن أعمال القمع العنيفة. وينحي مسؤولون سوريون باللائمة في أعمال العنف على "جماعات إرهابية مسلحة" ويعطون عددا أقل من القتلى ويقولون إن نصف القتلى من الشرطة والجيش. ولم يكن الأسد شخصيا بين المستهدفين بالعقوبات التي تأتي بعد موافقة الاتحاد الاوروبي الأسبوع الماضي من حيث المبدأ على فرض حظر للسلاح على سوريا. وسوف يتم إقرار هذه الإجراءات يوم الاثنين إذا لم تعترض أي من الدول أعضاء الاتحاد. ومنعت قوات الأمن وقوات الجيش التي اقتحمت مدينة درعا الأسبوع الماضي المتظاهرين من إقامة منصة لهم على غرار ميدان التحرير في مصر وذلك بقطع الطرق المؤدية إلى دمشق. لكن المحتجين يستغلون صلاة الجمعة كل أسبوع للتجمع في مسيرات جديدة. وهتف نحو ألفي متظاهر في ضاحية سقبا في دمشق "الشعب يريد إسقاط النظام". وأظهرت لقطات مصورة نشرت على الإنترنت وبثتها قناة الجزيرة، متظاهرين في عدة مدن وبلدات سورية يرددون نفس الهتافات المطالبة بالحرية وتغيير النظام. وقال ناشط إن قوات الأمن قتلت بالرصاص ستة متظاهرين بعد أن فتحت عليهم النار في حماه، حيث سحق الرئيس السابق حافظ الأسد انتفاضة قادها الإسلاميون عام 1982. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، إن متظاهرا قتل في اللاذقية وأصيب ثلاثة آخرون. وعلى الرغم من الحملة الأمنية العنيفة يبدو المتظاهرون عازمين على مواصلة المطالبة بإنهاء سنوات القمع والاعتقال دون محاكمة وفساد النخبة الحاكمة. وقالت منتهى الأطرش من منظمة سواسية السورية المدافعة عن حقوق الإنسان إن الشعب السوري لن يتراجع بعد مقتل مئات من الشبان. وقالت ابنة رياض سيف أحد قادة المعارضة الذي ساهم في إنشاء حركة سلمية تطالب بالحريات والديمقراطية قبل نحو عشر سنوات، إن السلطات السورية اعتقلت والدها في احتجاجات أمس. وقال حقوقيون يوم الجمعة إن السلطات ألقت القبض يوم الخميس أيضا على رجل الدين البارز في دمشق معاذ الخطيب وهو أحد الشخصيات البارزة في الاحتجاجات. وقال دبلوماسي غربي إن السلطات ألقت القبض على 7000 شخص منذ بدء الاحتجاجات في 18 مارس في درعا. وأمر الأسد الجيش الأسبوع الماضي باقتحام درعا مهد الانتفاضة المطالبة بالمزيد من الحريات وإنهاء الفساد ثم أصبحت تطالب الآن بتنحيه عن الحكم. وأطلقت فرقة يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري قذائف وفتحت نيران الأسلحة الرشاشة على البلدة القديمة في درعا يوم السبت، وفق ما ذكره شهود عيان. واستنكرت الولاياتالمتحدة الهجوم الذي وصفته بالهمجي. وقالت السلطات السورية يوم الخميس إن الجيش بدأ في الانسحاب من درعا، لكن سكانا قالوا إن المدينة ما زالت تحت الحصار. وهتف 20 ألف محتج في جاسم القريبة اليوم الجمعة "بالروح بالدم نفديك يا درعا". وتجمع الآلاف في بلدة طفس على بعد 12 كيلومترا إلى الشمال الغربي من درعا وهم يحملون لافتات كتب عليها كلمة "ارحل". واستشهدت منظمة هيومان رايتس ووتش بأرقام أوردتها جماعات حقوقية سورية قائلة إن 350 شخصا قتلوا في درعا.