استنفار أمنى، وتشديد حراسة، وتفتيش عابرين فى المناطق السياحية.. كان هذا رد الفعل المصرى على المستوى الأمنى على إعلان الولاياتالمتحدة اغتيالها زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، فى باكستان. الإجراءات الأمنية المشددة جاءت على خلفية احتمال تخطيط تنظيم القاعدة لعمليات انتقامية ردا على مقتل زعيمه. ففى شمال سيناء أكد مصدر أمنى رفيع المستوى فى شمال سيناء أن تحذيرات إسرائيلية صدرت لرعاياها فى سيناء بمغادرة الأراضى المصرية فورا، وهو ما استجابت له أفواج سياحية كثيرة. وقال المصدر إن تلك التعليمات صدرت بعد إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وأضاف المصدر أنه تم وضع جميع الاماكن السياحية فى جنوبسيناء فى حالة استعدادات تامة لأى عمليات انتقامية قد تحدث وخاصة فى منتجعات طابا وشرم الشيخ التى يوجد فيها سائحون من إسرائيل. كما أكد مصدر أمنى سيادى تعزيز القوات المصرية على الحدود مع قطاع غزة واسرائيل، وكذلك مناطق الأنفاق لمنع دخول أى عناصر غريبة الى سيناء، مضيفا أن هناك انعقادا شبه دائم للقيادات الامنية فى سيناء للتنسيق حول تعزيز الأمن. وأعلن محافظ شمال سيناء، اللواء عبدالفضيل شوشة، اتخاذ تدابير أمنية «قصوى» فى مطار شرم الشيخ والمنافد البرية للمحافظة والمناطق السياحية، بعد إعلان نبأ وفاة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن. وقال شوشة إن كل التعزيزات الأمنية «محلية وليست من خارج المحافظة». وفى السويس، شهد الممر المائى للقناة استنفارا أمنيا واسعا ومتواصلا داخل المياه وخارجها، وتشاركت جهات أمنية فى محافظات القناة الثلاث: السويس والإسماعلية وبورسعيد فى تأمين السفن الأمريكية. وأصدرت مديرية الأمن قرارا سريعا بإجراءت تأمينية بالمدخل الجنوبى لقناة السويس، فى مقدمتها مراجعة الجهات الأمنية بخليج السويس والقناة لتصاريح اللنشات المستخدمة فى التنزه، والموقف الأمنى لأصحابها، ومنع اقتراب العائمات الصغيرة (فلايك الصيد) أثناء عبور القوافل والسفن ذات الأهمية بالمجرى الملاحى للقناة. وكثفت أجهزة الأمن فى جنوبسيناء من إجراءاتها الأمنية، بداية من طابا وحتى رأس سدر، بعد إعلان مقتل بن لادن. وعقد مدير أمن جنوبسيناء، محمد الخطيب، اجتماعا طارئا مع كل القيادات الأمنية بالمحافظة لعمل احتياطات أمنية وزيادة تأمين منتجعات جنوبسيناء ولا سيما فى مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا، تحسبا لردود فعل انتقامية من قبل تنظيم القاعدة، والذى هدد فى أوقات سابقة بتنفيذ تفجيرات فى شرم الشيخ. وطالب مدير الأمن بعمل كمائن ثابتة ومتحركة على طول الطرق السريعة والداخلية وتوسيع دائرة الاشتباه. ورصدت «الشروق» زيادة عمليات تفتيش كل القادمين إلى سيناء عند نفق الشهيد أحمد حمدى وكمين عيون موسى. فيما نفى خبراء سياحة أى تأثير على السياحة بعد مقتل بن لادن. واستبعد أمين غرف المنشآت الفندقية، عادل شكرى، رحيل السياح خشية من قيام تنظيم القاعدة بعمليات خطف أو تفجير فى منتجعات جنوبسيناء. وفى السياق نفسه، خضعت المناطق الأثرية وجميع الطرق المؤدية إلى الأقصر ومدن الصعيد السياحية لإجراءات وتدابير أمنية إضافية. ونفذت حملات أمنية مكثفة لتمشيط الجزر النيلية والمناطق النائية والجبلية المتاخمة للمناطق الأثرية والسياحية، وأعلنت حالة استنفار بين ضباط وجنود وأفراد الشرطة. وقال مصدر أمنى رفيع المستوى إن التدابير الأمنية التى اتخذت على خلفية الإعلان عن مقتل بن لادن إجراءات روتينية, ويتم اتخاذها بشكل دورى فى مثل تلك المناسبات على سبيل الاحتياط. مؤكدا سلامة جميع الإجراءات المتبعة لتأمين المناطق الأثرية والسياحية وضيوف مصر من سياح العالم. وقال نقيب المرشدين السياحيين فى أسوان، عبد الناصرصابر، إنه لا مخاوف على السائحين فى الوقت الحالى، وعلق على نبأ مقتل أسامة بن لادن قائلا: «ضربوا الأعور على عينه»، موضحا أن تداعيات مقتل أسامة ستظهر خلال الموسم المقبل، «خاصة أننا نعانى من انكماش الموسم السياحى بسبب تداعيات الثورة حاليا». واعتبر حمدى طه، أحد رموز الإخوان بأسوان، الأعلان عن مقتل بن لادن «استعراض قوة من جهة الأمريكان»، مضيفا أن هدفهم التأكيد «للعالم أنهم الأقوى، ولكن ذلك سوف يكون أكبر دليل على ضعفهم، فسيخرج بمقتل أسامة مليون أسامة». شارك في التغطية: سيد نون ومصطفى سنجر وحمادة الشوادفى وأحمد أبوالحجاج وحمادة بعزق.