أعطت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زخمًا جديدًا لدعوة "جمعة الغضب" حينما دعت السوريين للخروج إلى الشارع للمطالبة بالحرية، ودعا "شباب الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى مظاهرات جديدة في ما سموها "جمعة الغضب"، وساندتها في ذلك جماعة الإخوان المسلمين السورية المحظورة، التي قالت في بيان أرسل إلى رويترز "لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم، اهتفوا بصوت واحد للحرية وللكرامة، لقد خلقكم الله أحرارا فلا تسمحوا لطاغية ولا لجبار عنيد أن يستعبدكم، والله أكبر ولله الحمد". وأضاف البيان "نكرر النداء لرجال الجيش العربي السوري أفرادًا وصف ضباط وضباطًا وقيادات، مؤكدين أن دور الجيش هو الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين، ونصرّ على إبقاء مؤسسة الجيش في إطار وقارها ومهمتها الوطنية الأساسية، والامتناع عن الزج بها كعامل قمع للإرادة الوطنية المتطلعة إلى الحرية والكرامة"، وتابع "ندعو كافة البعثيين الشرفاء وجميع الذين يشغلون مواقع المسؤولية في بنية النظام وفي سلطات الدولة الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية وكذا كل المنخرطين في أجهزة الدولة على المستويين الرسمي والشعبي، إلى موقف وطني مماثل يقرع ناقوس الخطر ويشارك في وضع حد لغطرسة أجهزة الأمن التي ما تزال ترتكب الفظائع في حق المواطنين الأبرياء". وتعد هذه المرة الأولى التي توجه فيها الجماعة -التي توجد قيادتها في المنفى- دعوة مباشرة إلى مظاهرات في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد حكم الأسد قبل ستة أسابيع. من جهته ذكر التلفزيون السوري أن وزارة الداخلية لم تعط أي موافقة لأي مظاهرة أو مسيرة اليوم الجمعة. ودعت الوزارة المواطنين إلى الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو مظاهرات أو اعتصامات تحت أي عنوان، مساهمةً في إرساء الأمن والاستقرار. في هذه الأثناء، قال محمد الحمصي -وهو شاهد عيان من درعا- للجزيرة إن المدينة تتعرض لموت بطيء بسبب الحصار، مشيرًا إلى انقطاع المياه وتوقف إمدادات الغذاء، وأضاف أن "الأطفال يموتون جوعًا"، مشددًا على أن الوضع في المدينة يزداد سوءًا، وناشد الحمصي العالم الإسلامي التدخل لإنهاء معاناة المدينة، التي قال إنها محاصرة من جميع الجهات، وقال "نحن في حالة يرثى لها". كما قال سكان ل"رويترز" إن أصوات إطلاق النار تترد في درعا، وإن "الشهداء محفوظون في شاحنات تبريد تستخدم عادة في نقل المنتجات، لكنها لا تستطيع التحرك لأن الجيش يطلق النار بشكل عشوائي". وأضاف "نسكب الكحول على الجثث لتخفيف الرائحة".