تسارع ايقاع احداث الثلاثة أشهر الأخيرة يسابق مقدرتى على استيعابها كل يوم خبر جديد لحظات فرح و نشوة تعقبها لحظات خيبة أمل و يأس بين فرحة و ألم ارتياح و ضجر الا اننى وسط السطور استطعت استبيان امرا جليا و هو ذاك الامر الذى احزن قلبى استبينت اننا نحن المصريون قد تغيرنا و أننا روحا غريبة أدخلت علينا عادات و تصرفات ليست من طبيعتنا حبى لمصر نابع من حبى للمصرى اى مصرى ايا كان نعم عبقرية المكان هى التى صنعت المصرى الانسان اما هذا المصرى الانسان، فهو الذى حافظ على عبقرية المكان و انا هنا لا اتحدث عن عقد او قرن او حقبة تاريخية بل انى اتحدث عن مجمل التاريخ من اوله و حتى الآن ماذا حدث لنا؟ لماذا تغيرنا ؟ طالبنا باسقاط وزير الداخلية و سقط سقوطا مريرا طالبنا بسقوط بعض الرموز؟ و تهاوت هذه الرموز كاحجار بناها عامل بناء بلا ضمير طالبنا بسقوط الرئيس؟ و سقط الرئيس و الان ماذا نطلب بعد؟ ان يسقط الانسان المصرى؟ و ماذا بعد سقوط المصرى؟ ان اكثر ما يؤلمنى هو ان يقوم البعض بتعال و شموخ ذات بوصف المصريين باوصاف لا استطيع كتابتها هنا الا ان شيئا من الحقيقة يدعم للأسف هذه الأوصاف هل لنا ان ننتظر حتى ما تتضح معالم الطريق لنا؟ و ما هى حدود هذا الانتظار؟ نعم انى احمل فى قلبى هموم مسيحيى مصر الا اننى اراها بعيون مصرية اى اننى اراها فى سياق هموم الوطن و لكن لماذا هذه الكراهية من بعض جماعات اخوتنا فى الوطن؟ لماذا اسمع وصف الكفار الذى تنعت به بعض هذه الجماعات أبناء دينى؟ و اذا ما حاولت زرع ورود الأمل من أرض غربتى اسمع صدى الصوت يقول لى: ما ادراك انت بهمومنا انك تعيش بعيدا عنا لكن عذرى لهم انهم لا يعلمون ان الجسد يعيش فى غربة بينما الروح تحوم فى مصر و الآن أسأل سؤالى هذا اذا ما كان المصرى بعد ثلاثة أشهر من ثورته يضحى بنفسه و يقدمها قربانا على مذبح الثورة؟ و اذا ضاع المصرى، أى مصرى، هل سنجد مصر مرة أخرى؟ ان البذرة أى بذرة، و لنعتبر مثال حبة الحنطة انها تغوص فى الأرض و تموت لتنبت لنا شجرة كبيرة الا انها بذاتها لا تعلن انتحارها و انما تولد من جديد فى احشاء شجرة جديدة حاملة بذارا هذا عددها هل لنا ان نتوحد ان نغوص فى تربة هذا الوطن و ان نستقى من نيله ان نموت عن ذواتنا حتى نستطيع ان نكون قادرين على انماء شجرة بل شجرات تملأ صحراء الكراهية فى وطننا هذا لماذا لا نزرع الحب؟ لماذا اعصبت اعيننا روح الانتقام و روح الكراهية؟ اننا نحمل فى احشائنا طاقات كامنة للانصهار لماذا لا نستغل هذه الطاقات لاشعال نار الحب بيننا و ليذهب منا الى الجامع من يود و الى الكنيسة من يرغب و لينهل كل حسب رغبته من هناك حبا الهيا يفيض على الاخرين و ما هى الصلاة؟ ان الصلاة هى اتصال المخلوق بالخالق و اذا اتصل المخلوق بالخالق فانه قد اتصل بنبع الحب الالهى لماذا لا ينضح نبع الحب هذا علينا نحن الذين نفخر باننا اكثر شعوب الارض تدينا انها خواطر يا احبائى اتركها لكم منتظرا ردودكم و تعليقاتكم و دعونا لا نقدم انفسنا قربانا على مذبح الثورة نحترق بنار الكراهية و الانتقام فلا يعود يبقى منا شئيا الا رماد و دخان يظهر فى الجو حينا ثم يضمحل دعونا نتعلم من حبة الخردل التى تقع فى التربة الخصبة و ترتوى بمياه الحب منبتة شجرة ارتوت على الحب و روح البذل الحقيقى شجرة تحمل اثمارا و بذورا و بذورا تنبت اشجارا فتعمر صحراء الكراهية التى كست ارض بلادنا و صدقونى الحب هو الحل