المتابع لتصريحات أركان الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة يلمس قلقا نوعيا وجوهريا تعكسه تصريح كالتي أدلى بها قائد هيئة الأركان العسكرية الإسرائيلية السابق جابي أشكنازي حيث قال : إن ثورة مصر تعتبر ضربة لمعسكر المعتدلين في العالم العربي و أشار إلى أن حسني مبارك كان مصدر للاستقرار في الشرق الأوسط وأن مصر بعد مبارك لن تكون مصر القديمة في عهد مبارك ؟ كما اعتبر نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية و وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعالون التطورات الأخيرة في المنطقة بأنها زلزال تاريخي وطالب الكيان الصهيوني أن ينظر إلى هذه الأحداث من خلال ما قد تنطوي عليه من تهديد، إلى جانب ما تحمله في طياتها من فرص جديدة ؟! هذا ويعتبر قطاع غزة بالنسبة لإسرائيل بمثابة تهديد يكبر يوم بعد يوم وهذا ما أدلى به وزير شؤون الحرب عن الجبهة الداخلية ونائب وزير الحرب الإسرائيلية "متنان فلنائي" حيث قال : "قطاع غزة قاعدة للمقاومة , تتقوى وتكبر طوال الوقت ونحن نتابعها بقلق وندرك ما الذي يجري هناك وفي ذات التصريح أكد أن صواريخ المقاومة تغطي جميع أنحاء إسرائيل وقلل من دور منظومة القبة الحديدية في توفير الأمن لإسرائيل هذا وتجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال تجري خلال الأوقات السابقة اختبار صفارات الإنذار في ظل التوترات الميدانية , في المناطق الحدودية لقطاع غزة وقد كشفت أوساط عسكرية مقربة من الجيش الصهيوني أنًّ الكيان يخطط لتوجيه ضربات عسكرية "مدروسة" وتصعيد عملياتها "المنهجية" ضد المقاومة في قطاع غزة، دون اللجوء إلى مواجهة مباشرة في المرحلة الحالية وأفادت هذه المصادر في قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الصهيوني أن تلك العمليات ستشمل توجيه ضربات نوعية ل"مخازن التسليح وطرق نقل الأموال، وتشديد الضربات على أنفاق رفح التي تستخدم لنقل الأسلحة إلى قطاع غزة في ظل انهيار أي رقابة من قبل الجانب المصري"، ومن المحتمل أن تمتد ما وصفتها ب"الضربات الاستباقية" إلى خارج حدود قطاع غزة ، حسب تقديرها ؟! ويأتي هذا التصعيد بعد شعور قوات الاحتلال بالتهديد الأمني الميداني في أعقاب قصف مدينتي "نتيفوت وبئر السبع" بصواريخ "غراد"، خصوصاً وأن دقة تصويب الصورايخ ، التي دلت على مهارات تدريب عالية تم اكتسابها خارج القطاع، أثارت انزعاج القيادة العسكرية الصهيونية مما دفع إسرائيل إلى تشغيل منظومة رادار جديدة قادرة على إطلاق صافرات إنذار وضوء أحمر لحظة إطلاق الصواريخ التي تطلقها حركات المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الصهيونية من قطاع غزة ثم كان التهديد المباشر من داني ايالون نائب وزير خارجية إسرائيل لقادة المقاومة الفلسطينية بالقتل إذا تواصل تساقط الصواريخ والقذائف التي تطلق من قطاع غزة على مناطق جنوب إسرائيل وكان المحلل العسكري في صحيفة يديعوت احرونوت العبرية قد ذكر ان الأمور تتدحرج بصورة خطيرة على حدود القطاع رغم أن الاعتقاد السائد هوان القيادة السياسية أصدرت الإذن بالنار المكثفة ردا على تصعيد المقاومة موضحا أن رأيا آخر يقول بأن لإسرائيل مصلحة لأسباب لديها في التصعيد والعودة إلى أيام الرصاص المصبوب ؟ ثم تلاحقت الأحداث وكان لافتا ما أوصت به "هيئة مكافحة الإرهاب" في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي بتحذير الإسرائيليين من السفر إلى شبه جزيرة سيناء، داعية في الوقت ذاته جميع الإسرائيليين المتواجدين في سيناء بمغادرتها فوراً بزعم أن هناك معلومات جديدة وموثوق بها وردت إلى إسرائيل تؤكد إحتمال تعرض السياح الإسرائيليين للاختطاف في سيناء ثم أطلقت إسرائيل بعد يوم واحد من تسريب خريطة " بنك الأهداف " الإسرائيلية في الجنوب اللبناني المناورة التي أسمتها «أفني 13» والتي ترتكز على فكرة نشوب حرب شاملة في الجبهة الشمالية تمتد إلى جبهات أخرى، وتحوي الكثير من المفاجآت والتعقيد والمقصود هنا احتمال تصاعد الحرب على كافة الجبهات حزب الله وحماس وسوريا وإيران ؟! لماذا الآن وما هي الأسباب الحقيقية للتصعيد ؟ قد نجد الجواب الذي يبدو محيرا لدى رئيس الطاقم الامني السياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد الذي حذر من اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية في سبتمبر القادم موضحا 'ان مثل ذلك الاعتراف يعني عزل إسرائيل دوليا والبدء في تظاهرات شعبية غاضبة في الضفة الغربية سيكون لها تأثيرات عميقة وغير مرغوبة ؟! وأضاف جلعاد : إن سماح إسرائيل بحدوث ذلك يعني قيام انتفاضة ثالثة في المناطق الفلسطينية ويعني أيضا إعلان حرب من قبل السلطة التي تستعد لشن هجوم دبلوماسي واسع على إسرائيل في سبتمبر وأضاف أن الذهاب إلى سبتمبر بدون مبادرة سلام إسرائيلية مع الفلسطينيين يعني الذهاب إلى المناطحة رأسا برأس في الساحة الدولية وهو أمر خطير للغاية إذ سيؤدي إلى اندلاع أحداث دامية وهاجم 'جلعاد' الموقف الأمريكي من ثورات الشعوب العربية مؤكدا أن موقف واشنطن مضر وخطير على أمن إسرائيل وسينتج مجتمعات معادية لإسرائيل والغرب في المنطقة ؟! و على ما يبدو أن تغير الأوضاع في المنطقة و احتمال الاعتراف من قبل الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة سوف يكون بداية نهاية إسرائيل ولهذا يجب التصعيد الآن تحت أي ذريعة ؟ لكن أين تقف القاهرة وهي المتغير الأهم والأكبر في المنطقة ؟ تشير أوساط إعلامية إسرائيلية صراحة إلى غضب القاهرة الشديد من تلويح الكيان بضرب غزة ، من خلال رفضها التعليق على مساعي توجيه الضربة ، مشيرة إلى قلق الكيان من أن يرد المجلس العسكري الموجود على رأس السلطة في مصر بقوة على الاحتلال إن بادر بضرب غزة ، سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي، مما أوجد تردداً داخل الكيان بشأن القيام بهذه الضربة.